|
|
|
بقلم الاستاذ-
علي محمد صالح شوم
25/10/2021م
|
|
|
|
|
|
المزيد
>>>> |
|
|
بسم الله الرحمن
الرحيم
لماذا لم يبادر
النظام في اسمرا بفتح حوار مع المعارضة الارترية!!
|
|
|
يعاني الشعب الارتري من الحرمان وفقدان الحرية ، بعد
ثلاثين عاما من النضال المسلح ضد الاستعمار تحقق تحرير
التراب الارتري بتضحيات كبيرة من ابناء الوطن جميعا ، وكان
المرتجى ان ينعم الشعب الارتري بالحرية والمساواة والسلام
على ارضه ، ويعود اللاجئون الى ديارهم التي تركوها مكرهين
جراء سياسة الارض المحروقة التي استخدمها المستعمر
الاثيوبي بحرق القرى وابادة الحرث والنسل ، وكان المأمول
ان تبادر السلطة الارترية التي تسلمت مقاليد الامور في
البلاد في العام1991م بالعمل على
عودتهم الى مناطقهم التي غادروها ليتفرغ الجميع الى البناء
والتعمير واستغلال موارد البلاد والتي تزخر بثروات كثرة
ومتعددة، ولكن شاءت الاقدار بان يظل معظم اللاجئون في
معسكرات اللجؤ الى يومنا هذا يعانون الامرين ، حتى الذين
يعيشون في الداخل لم يكونوا افضل حال منهم ، كل ذلك يجعلنا
نقول حان الاوان ان يراجع النظام سياساته تجاه شعبه
ويتصالح معه ويفتح حوارا من اجل المصاحة مع المعارضة التي
تقاوم سياسات الانفراد والهيمنة . وهي القوة التي تتمثل في
المجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي والتنظيمات
الاخرى خارجة بالاضافة الى المنظمات المدنية والمجتمعية من
اجل بناء دولة العدل والقانون التي يتساوى فيها الجميع
وتحكم بالديمقراطية والتعددية السياسية ، دولة المؤسسات
وليس دولة الفرد او الحزب الواحد.
نعتقد ان مثل هذه المبادرة ان قام بها النظام سوف تساهم في
رفع العزلة الداخلية التي يعاني منها من شعبه وكذا العزلة
الاقليمية والدولية التي يعيشها ، وتعطي املا لشعبنا الذي
يطوق الى السلام والامن ، وهو شعب متسامح وقد تفتح لارتريا
افاق جديدة باستغلال ثرواتها الباطنة من خلال تدفق
الاستثمارات الاجنبية عليها فهى ارض مازالت بكرا وخيراتها
وفيرة كما اسلفنا. فهناك ارض زراعية مازالت بكرا بالاضافة
الى الثروات الطبيعية كالمعادن والنفط والغاز اللذان لم
يستخرجا بعد بالاضافة الى امتلاكها شاطئي ممتد لالف
كيلومتر على الساحل الغربي للبحر الاحمر واشرافها على مضيق
باب المندب الاستراتيجي الذي تمر منها معظم التجارة
الدولية خاصة سلعة النفط، والخبرات العلمية والايدي
العاملة المدربة.
واود ان الفت الانتباه هنا ان المعارضة الارتري مازالت لم
تستخدم السلاح في مواجهة النظام فهى مازالت تستخدم الوسائل
السلمية وباسلوب حضاري الا اذا ضطرت الى ذلك من خلال تعنت
النظام وتعرضها للقمع المستمر بالتصفيات والمطاردات التي
يمارسها في دول الجوار الارتري لافرادها وقياداتها.
هذه دعوة صادقة من القلب نتمنى ان تجد اذانا صاغية من
النظام فهى فرصة ذهبية لان الوطن الارتري تتهدده الان
المخاطر وان تماسك ابنائه هو المخرج، والكل متابع الاوضاع
السياسية والامنية في منطقتنا وجوارنا خاصة اثيوبيا وما
تمر به من حروب طاحنة ، أصبح النظام الارتري طرفا فيها
للاسف، بالاضافة الى مخاض الانتقال المتعثر في السودان
الشقيق وحالة عدم الاستقرار الامني الذي يعيشه، وجيبوتي
والتي هى الاخرى بدأت مظاهر عدم الاستقرار فيها خاصة بعد
عودة نشاط حركة (فروت) العفرية التي تعارض نظام الرئيس
اسماعيل عمر قيلي. نحن في امس الحاجة الى الحوار الارتري
الارتري حكومة ومعارضة وربنا يقدر مافيهو الخير.
علي محمد صالح شوم
لندن 25/10/2021م
|
|
عند بداية الحرب الأهلية الاثيوبية في نوفمبر من العام
الماضي ، صرح الدكتور أبي أحمد رئيس وزراء اثيوبيا ان
معركة انفاذ القانون سوف لن تتعدى ايام معدودات، وها هى
تدخل عامها الثاني بعد أيام قلائل . كل ما قيل عن مسببات
الحرب ودوافعها لم يجعلها مبررا لازهاق الارواح ودمار
الممتلكات والبنى التحتية للدول الاثيوبية التي انهكتها
الحروب ، وكان الامل بعد ان توقفت في بداية تسعينات القرن
الماضي بوصول تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير تقراى الى سدة
الحكم بعد ازاحة سلطة الجنرال منقستو هيلى ماريام ونظامه
الدرق، وخلق تحالف لحكم البلاد تحت مسمى الجبهة
الديمقراطية الثورية لشعوب اثيويا المعروفة اختصارا
ب (اهودق) ان تلملم اثيوبيا جراحها وتنطلق نحو البناء
والتعمير ، بيد ان حكم الائتلاف المذكور والذي استمر لاكثر
من 27 عاما اعترته بعض الاخطاء والاخفاقات في طريقة
ادارةضفة الدولة وتطبيق الدستور الذي توافقت عليه مكونات
الائتلاف الامر الذي الب عليه الجماهير ، فكانت المظاهرات
التي عمت اجزاء واسعة من اثيوبيا وعلى اثرها استقال رئيس
الوزراء هيلى ماريام ديسالين مفسحا المجال لاختيار شخصية
اخري من الائتلاف الحاكم وقد كان حيث انتخب الدكتور ابي
احمد والذي اعلن اصلاحات سياسية واقتصادية ، وقد استبشر
الشعب الاثيوبي خيرا ولكن انفجر الوضع بين مكونات الائتلاف
بعد ان اعلن رئيس الوزراء تكوين حزب جديد على انقاض
الائتلاف الحاكم تحت اسم ( حزب الازدهار) بمنفستو جديد
يلغى فلسفة الجبهة الثورية ونظام حكمها القائم على فلسفة
الفدرالية الاثنية.
من خلال ما تقدم يمكننا تخيل الموقف بان الحرب الاثيوبية
بين اقليم التقراى والمركز ذات جزور وابعاد سياسية بالدرجة
الاولى وليس كما تتدعى الحكومة في المركز بانه تمرد ضد
الشرعية ، ولهذا اعتبرها التقارو حرب تستهدف وجودهم كشعب
بالدرجة الاولى والعودة بهم الى المربع الاول والمتمثل في
الحكم المركز القابض على كل السلطات وهيمنة قومية الامهرا،
من هنا يمكننا ايضا ان نتخيل الصمود الكبير لابناء تقراى
في مواجهة ما يتعرضون له من جهات عديدة داخلية وخارجية،
وقد يكون مفيدا اذا علمنا ان الحرب اليوم انتقلت من اقليم
التقراى الى العمق الاثيوبي حيث تدور حوالى (دسى) و(
قندرا) والاقليم العفري ، وفي تصريح لبعض اقطاب المعارضة
الاثيوبية من خارج جبهة التقراى ان الطريق بات ممهدا لسقوط
اديس ابابا ، وهو امر ان حدث سوف تكون تبعاته كبيرة على
المشهد السياسي في كل اقليم القرن الافريقي وقد يتعداه.
تصريحات الدكتور أبي احمد بانه سوف يقضي على المتمردين على
حد قوله لم تتحقق وعلى العكس فان التقراى يحققون انتصارات
متواليه عليه وان جيشه يتلقى الهزائم النكراء في كل
الجبهات على الرغم من الدعم الكبير الذي يتلقاه خاصة
الطائرات المسيرة وغيرها من الاسلحة المتطورة، فقد وقع
الكثير منها في ايدي التقراى الامر الذي وضع مصداقية حكومة
المركز في محك حقيقي. ومن ناحية اخرى وكما تابعنا على
شاشات التلفاز مراسم اعادة انتخاب ابي احمد رئيسا لوزراء
اثيوبيا لخمس اعوام جديدة بعد ان فاز حزبه في الانتخابات
البرلمانية الاخيرة والتي شابها الكثير من القدح من قبل
المراقبين، وكان المأمول ان يعلن وقف القتال والبدء الفوري
في الحوار مع معارضيه والذين لم يكونوا الجبهة الشعبية
لتحرير تقراى وحدها ب لتوسع وشمل مجاميع اخرى شكلت ائتلافا
جديدا يضم كل من التقراى وجبهة تحرير اورومو وبني شنقول
وقامبيلا وسيدامو بالاضافة الى بعض الفصائل العفرية
والصومالية ، عدم مضي ابي احمد في الحوار سوف يجعل من
اثيوبيا منطقة حرب قد تطول وتقصر ولكنها حتما سوف تجعل
اثيوبيا في مؤخرة التقدم ، كان المأمول من أبي احمد
الانفتاح للتوقعات التي كانت لدى المجتمع الدولي والمحلي
خاصة بعد نيله جائزة نوبل للسلام بعد توقيعه على اتفاق
السلام مع ارتريا.
امام هذا المشهد والمجازر التي يتعرض لها المدنين وانتشار
المجاعة خاصة في اقليم التقراى ، لم نرى تحركا ملموسا من
المجتمع الدولي والاقليمي ، وقد ترك الاثيوبيون لاقدارهم
يواجهون المجاعات والتشريد والحروب العبثية.
على صعيد متصل كلنا تابع مسلسل الحرب الدائرة الان وكيف ان
طاغية اسمرا ادخل ا بنائنا فيها ليصبوا وقودا في معركة
لاتعنيهم ، تشير بعد المعلومات والتي تحصلنا عليها من
مصادر موثوقة بان عدد الجنود الارترين المشاركين فيها بلغ
الخمسين الف وان اعدادا كبيرة منهم ازهقت ارواحهم وان
المستشفيات في ارتريا ضاقت باستيعاب الجرحي من كثرتهم هذا
فضلا على الدمار الكبير الذي لحق بالبلاد في بنيتها
المتهالكة ، وما يمكن ان تخلفه الحرب من نعرات وثارات بين
الارترين والشعوب الاثيوبية المجاروة لنا خاصة التقراى، كل
هذا ونحن نتفرج على الوضع السيئ الذي يعاني منه شعبنا في
الداخل ، وافادت المصادر ان الطاغية اعاد الكرة الان في
حملات التجنيد الاجبارية والتي لم تستثني احد لكل من له
القدرة على حمل السلاح. علينا تحمل مسؤليتنا التاريخية
والعمل الجاد من اجل انقاذ الشعب والوطن.
علي محمد صالح شوم
18 أكتوبر 2021م - لندن
|
|
|
|
|