|
بسم الله الرحمن
الرحيم
حرب بين الاخوة
الاعداء في اثيوبيا تدخل عامها الثاني:
|
|
|
عند بداية الحرب الأهلية الاثيوبية في نوفمبر من العام
الماضي ، صرح الدكتور أبي أحمد رئيس وزراء اثيوبيا ان
معركة انفاذ القانون سوف لن تتعدى ايام معدودات، وها هى
تدخل عامها الثاني بعد أيام قلائل . كل ما قيل عن مسببات
الحرب ودوافعها لم يجعلها مبررا لازهاق الارواح ودمار
الممتلكات والبنى التحتية للدول الاثيوبية التي انهكتها
الحروب ، وكان الامل بعد ان توقفت في بداية تسعينات القرن
الماضي بوصول تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير تقراى الى سدة
الحكم بعد ازاحة سلطة الجنرال منقستو هيلى ماريام ونظامه
الدرق، وخلق تحالف لحكم البلاد تحت مسمى الجبهة
الديمقراطية الثورية لشعوب اثيويا المعروفة اختصارا
ب (اهودق) ان تلملم اثيوبيا جراحها وتنطلق نحو البناء
والتعمير ، بيد ان حكم الائتلاف المذكور والذي استمر لاكثر
من 27 عاما اعترته بعض الاخطاء والاخفاقات في طريقة
ادارةضفة الدولة وتطبيق الدستور الذي توافقت عليه مكونات
الائتلاف الامر الذي الب عليه الجماهير ، فكانت المظاهرات
التي عمت اجزاء واسعة من اثيوبيا وعلى اثرها استقال رئيس
الوزراء هيلى ماريام ديسالين مفسحا المجال لاختيار شخصية
اخري من الائتلاف الحاكم وقد كان حيث انتخب الدكتور ابي
احمد والذي اعلن اصلاحات سياسية واقتصادية ، وقد استبشر
الشعب الاثيوبي خيرا ولكن انفجر الوضع بين مكونات الائتلاف
بعد ان اعلن رئيس الوزراء تكوين حزب جديد على انقاض
الائتلاف الحاكم تحت اسم ( حزب الازدهار) بمنفستو جديد
يلغى فلسفة الجبهة الثورية ونظام حكمها القائم على فلسفة
الفدرالية الاثنية.
من خلال ما تقدم يمكننا تخيل الموقف بان الحرب الاثيوبية
بين اقليم التقراى والمركز ذات جزور وابعاد سياسية بالدرجة
الاولى وليس كما تتدعى الحكومة في المركز بانه تمرد ضد
الشرعية ، ولهذا اعتبرها التقارو حرب تستهدف وجودهم كشعب
بالدرجة الاولى والعودة بهم الى المربع الاول والمتمثل في
الحكم المركز القابض على كل السلطات وهيمنة قومية الامهرا،
من هنا يمكننا ايضا ان نتخيل الصمود الكبير لابناء تقراى
في مواجهة ما يتعرضون له من جهات عديدة داخلية وخارجية،
وقد يكون مفيدا اذا علمنا ان الحرب اليوم انتقلت من اقليم
التقراى الى العمق الاثيوبي حيث تدور حوالى (دسى) و(
قندرا) والاقليم العفري ، وفي تصريح لبعض اقطاب المعارضة
الاثيوبية من خارج جبهة التقراى ان الطريق بات ممهدا لسقوط
اديس ابابا ، وهو امر ان حدث سوف تكون تبعاته كبيرة على
المشهد السياسي في كل اقليم القرن الافريقي وقد يتعداه.
تصريحات الدكتور أبي احمد بانه سوف يقضي على المتمردين على
حد قوله لم تتحقق وعلى العكس فان التقراى يحققون انتصارات
متواليه عليه وان جيشه يتلقى الهزائم النكراء في كل
الجبهات على الرغم من الدعم الكبير الذي يتلقاه خاصة
الطائرات المسيرة وغيرها من الاسلحة المتطورة، فقد وقع
الكثير منها في ايدي التقراى الامر الذي وضع مصداقية حكومة
المركز في محك حقيقي. ومن ناحية اخرى وكما تابعنا على
شاشات التلفاز مراسم اعادة انتخاب ابي احمد رئيسا لوزراء
اثيوبيا لخمس اعوام جديدة بعد ان فاز حزبه في الانتخابات
البرلمانية الاخيرة والتي شابها الكثير من القدح من قبل
المراقبين، وكان المأمول ان يعلن وقف القتال والبدء الفوري
في الحوار مع معارضيه والذين لم يكونوا الجبهة الشعبية
لتحرير تقراى وحدها ب لتوسع وشمل مجاميع اخرى شكلت ائتلافا
جديدا يضم كل من التقراى وجبهة تحرير اورومو وبني شنقول
وقامبيلا وسيدامو بالاضافة الى بعض الفصائل العفرية
والصومالية ، عدم مضي ابي احمد في الحوار سوف يجعل من
اثيوبيا منطقة حرب قد تطول وتقصر ولكنها حتما سوف تجعل
اثيوبيا في مؤخرة التقدم ، كان المأمول من أبي احمد
الانفتاح للتوقعات التي كانت لدى المجتمع الدولي والمحلي
خاصة بعد نيله جائزة نوبل للسلام بعد توقيعه على اتفاق
السلام مع ارتريا.
امام هذا المشهد والمجازر التي يتعرض لها المدنين وانتشار
المجاعة خاصة في اقليم التقراى ، لم نرى تحركا ملموسا من
المجتمع الدولي والاقليمي ، وقد ترك الاثيوبيون لاقدارهم
يواجهون المجاعات والتشريد والحروب العبثية.
على صعيد متصل كلنا تابع مسلسل الحرب الدائرة الان وكيف ان
طاغية اسمرا ادخل ا بنائنا فيها ليصبوا وقودا في معركة
لاتعنيهم ، تشير بعد المعلومات والتي تحصلنا عليها من
مصادر موثوقة بان عدد الجنود الارترين المشاركين فيها بلغ
الخمسين الف وان اعدادا كبيرة منهم ازهقت ارواحهم وان
المستشفيات في ارتريا ضاقت باستيعاب الجرحي من كثرتهم هذا
فضلا على الدمار الكبير الذي لحق بالبلاد في بنيتها
المتهالكة ، وما يمكن ان تخلفه الحرب من نعرات وثارات بين
الارترين والشعوب الاثيوبية المجاروة لنا خاصة التقراى، كل
هذا ونحن نتفرج على الوضع السيئ الذي يعاني منه شعبنا في
الداخل ، وافادت المصادر ان الطاغية اعاد الكرة الان في
حملات التجنيد الاجبارية والتي لم تستثني احد لكل من له
القدرة على حمل السلاح. علينا تحمل مسؤليتنا التاريخية
والعمل الجاد من اجل انقاذ الشعب والوطن.
علي محمد صالح شوم
18 أكتوبر 2021م - لندن
|
|
|
|
|