|
بقلم
/
علي محمد صالح شوم
لندن- 06/03/2021 م
|
|
|
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الى جنات الخلد (ابو ليلى)
القائد الشهيد ادريس ابراهيم هنقلا
|
|
|
سنحت لي فرصة قراءة كتاب المناضل الكبير الشهيد ادريس
ابراهيم هنقلا بعنوان (كفاحي في حرب التحرير الارترية)،
يقع الكتاب في 438 صفحة من القطع المتوسط متناولا يوميات
الكاتب في الميدان.
الشهيد هنقلا الذي التحق باكرا بالميدان تدرج في العمل
الميداني من جندي عادي الى ان وصل رتبة قائد اللواء ثم
اعلى هرم القيادة العسكرية حيث اصبح عضوا في هيئة الاركان
العامة ونائب رئيس جهاز الامن العام، الامر الذي اتاح له
الاطلاع على بواطن الامور.
كما ذكرنا فان المذكرات التي حوت يومياته في الميدان فيها
الكثير الكثير الذي يمكن للباحثين ان يستفيدوا منه في
التنقيب ومعرفة حياة المقاتل في الميدان والتطور النوعي
والكمي الذي حدث في جيش التحرير الارتري وهياكله الادارية
وكيفية انسياب المعلومات وطريقة الاتصالات بين الاجهزة
المختلفة في التنظيم عامة والمؤسسة العسكرية على وجه
الخصوص باعتبار ان مذكرات القائد هنقلا عكست الحياة
اليومية للمقاتل ، المعارك الانتصارات والانكسارات ،
الاجتماعات التقييمية والخطط والتكتيكات المتبعة.
تنقلك المذكرات الى مختلف مواقع ارتريا حيث كان يتنقل
الشهيد وكيف تدرج في المسؤليات العسكرية الى ان وصل ما وصل
اليه قبل استشهاده، اذن هى حياة المقاتل الارتري الذي نذر
نفسه لقضية شعبه واضعا روحه على راحتيه.
ربطتني بالشهيد هنقلا علاقة صداقة خاصة وكنا على تواصل
دائم خاصة عند حضوري الى كسلا كنا لانفترق ، عرف عنه
تواضعه وادبه الجم وقلة الحديث فهو رجل امن من الطراز
الاول يميل الى الاستماع كثيرا ولا يتحدث الا قليلا. ما
لفت نظري قدرته على تدوين يومياته بهذه الدقة والحرفية
المتناهية واكاد اجزم ان ماقرأته كان تدوينا مقصودا لذاته
للتوثيق وهى مهمة صعبة خاصة في ظروف الميدان وحالة الكر
والفر التي يعيشها المقاتل والتنقل الدائم. المعروف في
ساحتنا الارترية ان الذين اهتموا بتدوين مذكراتهم هما
الشهيدان عثمان صالح سبى ومحمود حسب محمد، ولهذا عندما نمى
الى علمي بوجود مذكرات للقائد الشهيد هنقلا كنت شغوفا
لقراءتها وقد كان حيث اهدت لي اسرته الكريمة نسخة وهى هدية
غالية لاتقدر بثمن اعتز بها، وللامانة فقد ذادت الى حصيلتي
المعرفية عن احوال جيش التحرير الارتري وجبهة التحرير
الارترية التي انا احد كوادرها وقياداتها.
اود في هذه السانحة ان اتوجه بالشكر الجزيل للسيدة الفاضلة
(أم ليلى) لاحتفاظها والمحافظة على هذه المذكرات ، وهذا
يدل على وعى المرأة الارترية بمسؤلياتها الوطنية
والنضالية، كيف لا وهى التي تحملت أعباء الحياة مع زوجها
الذي كان غائبا معظم الاوقات في الميدان فكانت الام والاب
وربة الاسرة ، هذا الدور الكبير للسيدة الفاضلة زوج الشهيد
القائد هنقلا مثال للمرأة الارترية المناضلة ، كان للمرأة
الارترية ادوارا مشهودة في العمل الوطني فكانت الفدائية
والمقاتلة وفوق هذا وذاك كانت الام والاخت والزوجة ،
والريف الارتري هو من تحمل هذه الثورة واوصلها الى ما وصلت
وفي مقدمتهم المرأة التي لم تكل ولم تمل من تقديم العون
لمقاتلي الثورة الارترية ، اعتمدت الثورة في بدايات على
الريف في المعينات وتحسس مواقع العدو فكانت المرأة هى
السباقة. كما لا ننسى دورهن في تأطير الجماهير لدعم الثورة
فأسسن الخلايا النسائية في مواقع تواجدهن ويحضرني هنا بعض
الاسماء اللائي سبقن غيرهن في العمل الجماهيري وهن:
1/ فاطمة محموداى 2/ جمع موسى بابور 3/ ستل حامد برهى 4/
خديجة نور تكرور 5/ امنة بخيت علي 6/ عائشة عثمان 7/ نسريت
كرار .
وفي بداية السبعينات التحقت كل من المناضلة جمعة عمر وروضة
أحمد بالميدان كمقاتلتان في صفوف جيش التحرير لارتري
ليتوالى الالتحاق ونذكر هنا اول شهيدة من النساء المقاتلات
المناضلة ألم مسفن والتي حدث استشهادها برفقة الشهيد حسن
باشميل في العام 1974 ,بالاضافة الى الاعمال الفدائية
البطولية في المدن الارترية التي قامت بها بعض الاخوات
وعلى رأسهم الفدائية الجسورة السيدة سعدية تسفو التي
اقتادت احد جواسيس الاستعمار في كرن لتتم تصفيته على يد
الثورة الارترية ، وقد دفعت ثمنا لذلك حياة اسرتها، وكذلك
الفدائية رومانة صالح في اغردات التي استدرجت جاسوسا كان
قد سلم نفسه للعدو في اغردات وقام بادوار غذرة ضد
المواطنين هو الاخر تم خطفة بتعاون رمانة صالح وتصفيته،
والفدائية (نبيات) في اسمرا التي ساهمت بشكل فعال في تصفية
احد الجنرالات في قلب العاصمة اسمرا تلك العملية الجريئة
كان لها وقع كبير ،وغيرهن كثير. احببت ان اذكر هذه الادوار
حتى تطلع عليه الاجيال الحالية وتعرف الدور الكبير للمرأة
الارترية في الريف والحضر وكل شعبنا الذي اللتف حول ثورته
ليقتلع المستعمر البغيض ويعلن دولة المستقلة. وككل حال
الشعب الارتري لم تنال المرأة الارترية حقها في ارتريا
الدولة فكانت اول ما اصابه الظلم من قبل العصابة الحاكمة
في ارتريا ، وامامنا ما تتعرض له الفتيات في معسكر ساوا
وحالة الاختفاء القصري وغيرها من الاعتداءات التي يعف
اللسان عن ذكرها في دولة ارتريا المستقلة للاسف الشديد.
في الختام اجدد شكري وتقديري لاسرة الشهيد القائد الجسور
ادريس هنقلا على هذا الانجاز الكبير والذي سوف يثري
المكتبة الارترية ، والشكر موصول لمدير مركز دراسات القرن
الافريقي لتفاعله والقيام بمهمة التحرير والطباعة وهو
انجاز عظيم بلاشك ، كما لايفوتني ان اجدد دعوتي لكل مناضلي
الثورة الارترية بكتابة مذكراتهم والذين خطوها في الورق
نأمل ان ترى النور قريبا ليسفيد منها الجيل الجديد.
علي محمد صالح شوم
لندن –06/03/2021 م
|
|
|
|
|