|
بقلم على محمد صالح
شوم علي
لندن
21يونيو 202
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
بمناسبة اليوم العالمي للاجئين
|
|
صادف يوم العشرين من يونيو الجاري اليوم العالمي للاجئين،
وبهذه المناسبة العالمية أود تسليط الضوء على مشكلة بداية
اللجوء من ارتريا وذلك بسبب سياسة الأرض المحروقة التي
أتبعها النظام الاثيوبي الاستعماري ضد أبناء الشعب الارتري
ابتداء من عام 1967.
وأول منطقة تعرضت لسياسة الأرض المحروقة هي قرية "عدي
إبراهيم" في منطقة القاش بركة ثم امتدت لتشمل قلوج وأم حجر
مما أضطر عدد كبير من أبناء الشعب الارتري للجوء إلى
الأراضي السودانية وأول دفعة وصلت إلى منطقة ود الحليو وفي
هذه الاثناء استدعت القيادة الثورية المناضلين الآتية
أسماؤهم: سليمان موسى الحاج وسليمان آدم سليمان وإبراهيم
إدريس توتيل وإبراهيم محمد علي وحمد محمد سعيد كلو وعلى
محمد صالح والطالب إدريس بادمي "الذي كان يدرس في السويد"
وطلبت منا الذهاب إلى منطقة ود الحليو لاستقبال اللاجئين
وتفقد أحوالهم وترتيب أوضاعهم حيث تم تكوين لجنة مهمتها
متابعة أحوالهم وتم اختيار السيد إدريس حامد توتيل لرئاسة
اللجنة. بعد ذلك عدنا إلى القيادة وقدمنا تقريرا حول أوضاع
اللاجئين، وبعد فترة تم توجيهنا إلى مواقع العمل حيث كان
نصيبي ممثل القيادة في مدينة القضارف السودانية، والتي
تعتبر من أهم المدن السودانية للثورة لأن معظم مناضلي
الرعيل الأول الذين التحقوا بالثورة كانوا منها، إضافة إلى
ذلك كان الكثير من الارتريين يقيمون فيها، وكانت الأسلحة
والذخائر تأتي للثورة من القضارف بالإضافة إلى الدعم
المادي. وبعد تسلم مهام عملي في المكتب قمت ببعض الترتيبات
بإدخال أنشطة مختلفة، كما كان مكتب القضارف مكلفا بمتابعة
والاشراف على المعسكرات ومتابعة أوضاع اللاجئين فيها بين
فترة وأخرى وكان المتفرغون يقومون بزيارة المعسكرات
للإطلاع على أوضاع اللاجئين وتنويرهم حول أوضاع الثورة
ومسيرتها.
والمنظمة الدولية لم تقم حسب ما أذكر بأي دور يذكر، وحصلت
الدفعة الأولى من الواصلين إلى معسكر ود الحليو على
مساعدات من تجار مدينة القضارف، وهذا يدل على كرم الشعب
السوداني المضياف. وخفف أيضا بعض اللاجئين خروجهم من الوطن
بمواشيهم حيث استفادوا منها بعد دخول المعسكر ويضاف إلى
ذلك إلى أن أغلب اللاجئين كانوا من المكافحين من أجل لقمة
العيش، ولم ينتظروا المساعدات الإنسانية.
والمعسكرات التي كنا نشرف عليها في تلك الفترة شملت معسكر
ود الحليو، وقلع النحل وأبو رخم ومفازة والسوكي، والشيء
الجميل أن اغلب أبناء اللاجئين التحقوا بالمدارس السودانية
حيث كان الشعب السوداني متعاطفا بشكل كبير من الارتريين في
الريف والمدن.
وهنا أود الإشارة إلى أن البعض كتب في الصحف السودانية
معبرين عن استياءهم من تواجد عدد كبير من اللاجئين
الارتريين في المدن السودانية خاصة في الخرطوم في ذلك
الوقت وكان وزير الداخلية حينها عبد الوهاب إبراهيم الذي
رد قائلا بأن الارتريين عمال ومنتجين في مختلف المجالات
وكان موقفه نبيلا ومشرفا.
وفيما بعد بدأ العشرات من الارتريين في الهجرة إلى الدول
العربية والأوروبية للعمل. كما أود أن أذكر موقفا مشرفا
للمرأة الكويتية التي بادرت بفتح مدرسة ومركز صحي في معسكر
أبو رخم بمبادرة كريمة من السيدتين الفاضلتين لولوة
القطامي وغنيمة المرزوق. وبدأ أبناء اللاجئين كذلك بالحصول
على منح دراسية في الدول العربية كدولة الكويت وسوريا
والعراق... الخ، وبعد التحرير تقرر عودة اللاجئين ورصدت
المنظمة الدولية ميزانية لعودتهم لكن النظام أجهض عودتهم
بوضع شروط تعجيزية حيث كان يرى بأن عودة اللاجئين سوف تؤدي
إلى الإخلال بالتوازن السكاني.
وأود في الختام الإشادة بدور منظمة "إيثار" الخيرية التي
تقوم بأدوار كبيرة في رعاية اللاجئين في مختلف المعسكرات
في تأمين المواد الغذائية والأدوية من المحسنين والمنظمات
الإنسانية ومن الارتريين في المهجر. وأرجو أن يقوم الجميع
بدعم هذه المنظمة الإنسانية التي تؤدي دورا مهما في تخفيف
المعاناة على اللاجئين الارتريين. وفي الأخير يفرض علينا
الواجب دعم ومؤازرة اللاجئين والتذكير بأوضاعهم حتى تنجلي
هذه المشكلة الإنسانية. ومناسبة يوم اللاجئ فرصة سانحة
للتذكير بأوضاع اللاجئين الارتريين ومشاكلهم، ليس في
السودان فقط بل في دول الجوار الأخرى مثل اليمن واثيوبيا
وجيبوتي.
علي محمد صالح
لندن 21 يونيو 2020
|
|
|
|
|