|
بقلم: جامع السمهري
|
24 أكتوبر 2020
|
|
|
|
|
|
احزاب بيانات
المناسبات الوطنية
|
|
كنت اتصفح بمحرك قوقل المواقع الارترية المعارضة - بعد
طول غياب - بحثت بشغف وشوق ، وبدأت اتنقل بين المواقع
لربما اجد خبرا او تقريرا او سيناريوهات وتحليلات سياسية
لمراكز دراسات مرموقة تشير بقرب زوال النظام المستبد في
ارتريا ، فينشرح بذلك صدري ويبتهج قلبي مما يجعلني اتفاءل
بدنو اجل النظام . ولكن للأسف خاب مسعاي وخمدت اشواقي
فتيقنت بأننا مازلنا - محلك روح – بالغة العساكر اي بمعنى
استمرار الحركة بدون تقدم أو تأخر أو زيادة أو نقصان . وان
المجتمع الإرتري المسلم ينطبق علية هذا الوصف تماما ،
لأننا إذا تمعنا النظر نجد ان المجتمع وقواه الحية خرج من
دائرة الفعل والحدث والحراك الثوري منذ العام 1981م –
العام الذي إنهار فيه جيش التحرير ودخلت فيه جبهة التحرير
الإرترية كركون في الاراضي السودانية – إذا استثنينا
المحاولات المتهورة والغير مدروسة بتأسيس حركة الجهاد
الإرتري كرد فعل للإنتهاكات التي حدثت من قبل الجبهة
الشعبية في بعض المناطق الإرترية ، ومازال محلك روح او سر
يلازمنا ومستمر بالرغم من مرور اعوام مديدة وسنين عديدة
وتعاقب أجيال ولكن الحال هو الحال وواقعه يغني عن السؤال.
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن ماهي اسباب هذا الضعف الذي
اعترى المجتمع الارتري المسلم ؟ هل هوعدم تجديد الدماء
وتمسك القيادات التاريخية بزمام كرسي السلطة الرمزي له
الاثر في عدم الفاعلية ؟ وكيف يمكن ان يحدث الشباب إختراق
في جدار الركوض وعدم التأثير الفعلي ؟
اتفهم الدور النضالي لهذه القيادات التاريخية وما قدمته من
عطاءا مستمر دون كلل او ملل ودون اذى اومن، ونحن في امس
الحاجة إلى افكارهم وارائهم في إطار المجالس التشريعية
للتنظيمات ، اما مالم اتفهمه ولا اجد له سببا مقنعا ان تظل
هذه القيادات في قيادة دفة العمل التنفيذي وتصدرها للمشهد
السياسي.
فما لاحظته اثناء تصفحي لهذه المواقع الاسفيرية ، بانها
تعج ببيانات لتنظيمات سياسية ، وذلك إحتفاءا وإحتفالا
بمناسبات وطنية مختلفة وتحشد في تلك البيانات من الكلمات
المنمقة والعبارات الجميلة والإشادة والتقديرالكبيرلتلك
المناسبات. لاشك بأننا مع الإحتفال بتلك المناسبات ببساطة
لانها جزء من تاريخ نعتز ونفتخر به ، فضلا عن اننا نرفع
القبعة إجلالا وإحتراما لصانعي تلك المناسبات . ولكن هل
ستتوقف عجلة البذل والعطاء والإجتهاد وكتابة التاريخ عند
ذلك الجيل ؟ ماذا فاعل هذا الجيل ؟ ، الكرة الآن في ملعبنا
كما يقولون فماذا نحن فاعلون ؟
في الواقع إنه لمؤسف جدا ان يكون برامج وانشطة تنظيماتنا
السياسية والتي يعول عليها تغيير النظام محصورا في إصدار
البيانات بين الفينة والاخرى لأحداث خلت ، هل ستظل هذه
التنظيمات اسيرة التاريخ فقط دون اي إنجاز ملموس في
الحاضر. صحيح التاريخ مهم ولكن إذا لم يكن جيل الحاضر
واعيا وقويا القوه بمعناها الشامل يمكن ان يزور ويزيف
التاريخ كما يحدث الآن في ارتريا ، ليس الفتى من يقول كان
أبى ولكن الفتى من قال ها أنا ذا ، فعليه ينبغي ان يكون
التاريخ ملهما ودافع لنا للعمل الدؤوب والإجتهاد والمصابره
وان يستفاد من التاريخ بعد ان يخضع لدراسات موسعة ومعمقة
ومن ثم غرس وتعزيز الجانب المشرق والإيجابي منه في المجتمع
وتلافي الجانب السلبي.
كمراقب للوضع الإرتري ماعدا هذه البيانات ، لم تسمع
للمعارضة حراكا جماهيريا كبيرا مؤثرا يزعج النظام ويربكه ،
بل تجد الدائرة الجماهيرية للنظام في إتساع . ولم تسمع بأن
للمعارضة تحركا دبلوماسيا في اوساط الدول والمنظمات
الدولية والإقليمية ، بل تجد النظام يسرح ويمرح ويشارك في
العديد من الفعاليات دون اي اكتراث او خوف من انه سيواجه
بمعارضية . ايضا لم تسمع بأن المعارضة وحدت منبرها
الإعلامي وخطابها لمخاطبة العمق الإرتري إلا المحاولة
الأخيرة والتي يخشى ان تكون وراءها أجندة خفية في ظل سياسة
المحاور والإصطفاف التي يشهدها الإقليم . كما لم تسمع بأن
فصيلا حرر قرية او بلدة او مدينة إرترية من براثن النظام
بالرغم من تعدد التنظيمات الحاملة للبندقية ، لأنه يبدو ان
تلك البندقية مكبلة بقيود وتعليمات سيدها. بمعنى ان
البندقية التي تريد تحريرالإنسان الإرتري تحتاج الى من
يحررها من السياسين الذين رهنوها للحليف المتربص بالوطن ،
والذي يتحين الفرص للإنقضاض عليه. فالتشابكات متداخلة
والمصالح متقاطعة تحتاج إلى جيل واعي، متسلح بسلاح العلم
والمعرفة، مدرك لتعقيدات المشهد السياسي وتبايناته ، واضعا
مصالح شعبه ووطنه فوق كل إعتبار.
متى ما وجد هذا الجيل فحينها اقول لكم بملئ فيئ مناديا
ايها السادة قيادات التنظيمات الارترية يرحمكم الله إفسحوا
لهم المجال لقيادة العمل الوطني . ورسالتي للشباب خذو زمام
المبادرة وتقدمو الصفوف لا تقولوا بأنه لم تتاح لكم الفرص
والسوانح وما إلى ذلك من الحديث المثبط والذي فيه من اليأس
والإستسلام المعيب . اقولوا لكم إن فترة الشباب هي مرحلة
عمرية تمتاز بالقوة والمنعة يجب ان تستثمر فيما فيه خير
للبلاد والعباد. واتمنى في تصفحي القادم والذي لن يطول إن
شاءالله ، ان اجد ليس فقط مجرد اخبار او تكهنات بسقوط
النظام ، بل إنما ما يسعدني ويسعد كل ارتري حر بأن النظام
قد زال عن كاهل الشعب الإرتري الثائر ونؤسس معا دولة
القانون والتي يكون اساسها الحقوق والواجبات وترسى على
دعائم العدل والمساواه.
|
|
|
|
|