منبر الحـــــوار

بقلم علي محمد صالح
لندن
23 سبتمبر 2020

 

 

 

 
 
 

بسم الله الرحمن الرحيم
 

*هل حان الوقت لنقرأ الفاتحة على روح "الأمم المتحدة"؟!*
 


احتفل العالم يوم الإثنين الماضي الموافق 21 سبتمبر 2020 بالذكرى الخامسة والسبعون لتأسيس المنظمة الدولية –الأمم المتحدة -.

تأسست منظمة الأمم المتحدة بتاريخ 24 أكتوبر 1945 في مدينة سان فرانسيسكو، كاليفورنيا الأمريكية، تبعاً لمؤتمر دومبارتون أوكس Dumbarton Oaks Conference الذي عقد في العاصمة واشنطن، وذلك بعد الحرب العالمية الثانية، تلك الحرب التي راح ضحيتها الملايين من البشر من مختلف بلدان العالم، ولقد سبقت منظمة الأمم المتحدة منظمة دولية شبيهة تحت اسم عصبة الأمم وذلك بين 1919 إلى 1945 إلا أنها فشلت في مهامها، خصوصاً بعد قيام الحرب العالمية الثانية، فأدى ذلك إلى نشوء الأمم المتحدة بعد انتصار الحلفاء وتم إلغاء عصبة الأمم.
سؤال يطرح نفسه وجدير بالتناول في هذه المناسبة: منذ تأسيس هذه المنظمة الدولية، ما هي الإنجازات التي تم تحقيقها من أجل أن يسود السلام والاستقرار في العالم؟! ... والمتعارف عليه أن الإنجازات تقاس عادة، إن كانت المؤسسة المعنية حققت أهدافها التي من أجلها نشأت، أو بعض هذه الأهداف والتطلعات ... وإذا نظرنا إلى الأهداف الرئيسية من إنشاء هذه المنظمة الدولية والتي بإمكان تلخيصها إلى:

(1) حفظ السلم والأمن الدوليين.
(2) تنمية العلاقات الودية بين الأمم على أساس المساواة ومبدأ تقرير المصير.
(3) تعزيز التعاون العالمي في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية (التنمية المستدامة).
(4) وأن تكون مركزا لتنسيق أعمال الدول في تحقيق هذه الغايات المشتركة؛
نجدها قد فشلت فشلا ذريعا حيث الحروب مازالت مستمرة والأوضاع تسير من سيء للأسوأ وحقوق الإنسان أضحت مهدورة.

على سبيل المثال لا الحصر، أن المنظمة الدولية عجزت في إيجاد الحلول لمعظم القضايا التي من أجلها تأسست ومازالت كثير من الدول الأعضاء تعيش في وحل هذه النزاعات ... القضية الفلسطينية التي يساوي عمرها عمر المنظمة، مازالت حية، فالشعب الفلسطيني يعاني الأمرين أمام عجز المنظمة الدولية ... عملية الإبادة التي تعرض لها شعب البوسنة والهرسك مثال آخر حيث القتل والحرق على أساس الهوية في ظل الصمت الدولي وإخفاقها المشين في تدارك المذابح والإبادات والتي راح ضحيتها أكثر من 100 نسمة... ومثلها في القارة الإفريقية في بوروندي ورواندا والتي لم تجد اية اهتمام من قبل المنظمة الدولية ... احتلال دول كبرى لدول أصغر منها أو غزوها تحت مسوغات واهية من أجل أهداف توسعية ليس إلا قد أصبح شيئا مألوفا وكأنه هو القاعدة والأساس و غيره النشاز ، وتندرج دول كثر تحت هذه التعليلات وارتكبت جرائم ضد الإنسانية من غير مساءلتها وذلك لمكانتها العليا وتمتعها بحق النقض (الفيتو) والأمثلة كثيرة لا تحصى.

أضف إلى ذلك عجز المنظمة الدولية في اتخاذ الإجراءات الرادعة، مما جعل الأوضاع تسير نحو الأسوأ ... وما جرى في ليبيا وما يجري في سوريا واليمن من مآسي أمر غير طبيعي ومحير. فإن لم تتم إصلاحات حقيقية ومراجعة جذرية لطريقة عمل المنظمة، وآلية اتخاذ القرارات بما في ذلك إعادة النظر في استخدام حق النقض الذي تتمتع به الدول الخمسة الدائمة العضوية واستخدام لهذا السلاح كل ما عجزت في إقناع أغلبية عضوية مجلس الأمن، ستظل المنظمة مشلولة وستستمر اخفاقاتها في حل كثير من القضايا.. في ظل هذا الظرف لا يمكن للمنظمة أن تحقق إحراز نجاح أو نصرة مظلوم في العالم ... تساوي جميع الدول في أروقة الأمم المتحدة ستكون البداية الصائبة والسير نحو الطريق الصحيح ... لأن أصحاب تلك القبعات الزرقاء يستهلكون معظم ميزانية المنظمة المخصصة لها ولا يرى لهم طحينا أو ثمارا، إلا جعجعة في المجالس والجمعيات العمومية ودهاليزها، فالمنظمة الدولية تعيش في الوقت الإضافي من عمرها بعد أن أخفقت في القيام بمسؤولياتها، وإن لم تصلح من نفسها وتقوم بصلاحياتها فليُقرأ عليها الفاتحة ...

فهلا من يصغي؟

بقلم علي محمد صالح
لندن
23 سبتمبر 2020