حزب النهضة الارترية للعدالة – مكتب الإعلام والاتصالات

7/12/221

 

الأخـــــبار

بسم الله الرحمن الرحيم
 
السيادة الوطنية في حماية الشعب
 

      09 /12/ 2021


ارتريا كيان سياسي كغيرها من الدول التي هي عضو في عصبة الأمم ولها علمها وعملتها قامت بنضالات شعب وأكملها بالاستفتاء الذي صبغها بالشرعية القانونية بمقتضى الأعراف المتبعة .

في داخل هذا الكيان مواطنون يطلق عليهم ارتريون وهم يمثلون جزءا عزيز في منطقة القرن الإفريقي وبالعودة للتاريخ قبل تقسيم المستعمرين وقيام الكيانات السياسية على الجغرافية من الطبيعي أن تكون لها امتدادات عرقية ولغوية بحكم تواجدهم على هذه الأرض قبل تقسيم المستعمرين وخلال الفترة تجانسوا وانصهروا اجتماعيا يعيشون وهم متكيفين مع بيئتهم ويحترمون بعضهم البعض ووضعوا قوانين وأعراف تحكمهم وتمكنهم من العيش بسلام وينعمون باستقرار .

هذا الانصهار والتجانس الذي امتد لسنين مكنهم من الاعتزاز بالانتماء لهذا الكيان وأصبح جزء من مزاجهم ويتمتع بمكانة في قلوبهم مما جعلهم يتماسكون أمام محاولات الأعداء للتفريق فيما بينهم طمعا لطمس هذا الكيان وتمكنوا بالتلاحم عبر نضالات سياسية وعسكرية من تمكين كيانهم في الاستمرار ضمن منظومة الأمم وكان كفاحا مريرا .

وبما أن الكيان الارتري يقع في بقعة جغرافية حيوية هامة فقد أضحى مطمع كل الدول الكبرى ودول الجوار ولذا صار موضع صراع فيما بين تلك القوى التي تسعى للهيمنة على الاقتصاد العالمي عبر التواجد على الممرات المائية الحيوية والتي من يسيطر عليها يصبح من السهل تمرير سياساته متخذا من موقع ارتريا وإطلالها على باب المندب سلاح تهديد وتامين مصالح إستراتيجية .

إزاء هذا الصراع صار شعبنا ضحيتها ودفع الثمن غاليا طوال عقود من النضال ولكن بتماسكه وإرادته الصلبة استطاع أن يحظى باستقلاله ولكن وبالرغم من ذلك يظل الصراع ممتدا ولكن بأدوات مختلفة وبحيل في غاية من التعتيم ويكون مفعولها باديا وظاهرا بعد حين من الزمن .

شعبنا الارتري والذي تعرض لامتحان الاستفتاء بالرغم من تحرير كامل ترابه إلا انه وبمشاركة فعالة في الاستفتاء استطاع تجاوزه بنجاح أكد بان نضالاته كانت عن قناعة وتضحياته كانت برضى وبرغبة وبذلك أزاح الستار الأخير الذي تمسك به الأعداء لتشرق شمس الاستقلال على بلادنا وارتريا أصبحت وطنا وانتماء وسيادة .

كلنا يعلم بان الثورة الارترية وبكل تشكيلاتها استطاعت أن تغرس لدى الارتريين حب الوطن وكراهية الأعداء والوعي بما يحيك به الأعداء من محاولة تفريق الارتريين على أسس دينية وعرقية وبالرغم من الاختلاف في وجهات النظر والانتماءات للتنظيمات التي كانت قائمة عندئذ إلا أن الارتريين شكلوا وحدة في اتجاه تحرير الوطن واستقلالية كيانهم ومؤمنين بأن التحرير مسئوليتهم جميعا وان المستقبل المشرق يستحقه كل الارتريين ، ولذا في أي وقت لم يضعف الانتماء للوطن والتمسك به وبذل المهج من اجله وتواصلت التضحيات بالبذل والعطاء واحد تلو الآخر في ميادين القتال وبين الجماهير بالخارج حتى تحققت الإرادة الارترية .

وإزاء كل تلك التضحيات شعبنا لم يذهب نضاله سدى بل تحقق الاستقلال وبعد تحققه كانت الرغبة لدى الارتريين التوجه نحو بناء ارتريا مع طي صفحة الماضي بكل مراراتها وفتح صفحة جديدة مليئة بصور من التلاحم من اجل النهوض بإرتريا وبشعبها ولتلحق بركب الدول المتقدمة ويتمتع شعبنا باستحقاقاته النضالية من الحرية والكرامة والسيادة على أرضه ويساهم كل الارتريين في وضع لبنات الدولة الفتية العملاقة في القرن الأفريقي تكون نموذجا للديمقراطية .

وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فالنظام القائم اليوم ذهب بعيدا عن كل آمال وتطلعات شعبنا ووضع لبنات دولة الشعبية بمقاييسه ورغباته تفسح عن طمع قوي وسعي للاستئثار بكل شيء في ارتريا ، وهذه السياسة هي التي أوصلتنا اليوم إلى ما نحن عليه ، فارتريا التي تغنى أبناءها بالثورة ودفن فيها عشرات آلاف من الشهداء وسكب عليها الدماء الطاهرة بدلا من أن تكون حاضنة لكل بنيها صارت طاردة والسياسية البوليسية والاستخدام المفرط في القوة الذي نهجه النظام في تركيع شعبنا ليكون كالقطيع يتبع الراعي فقد جعله في موقف المتفرج وقلبه على وطنه ولكنه كالغريب لا يملك من أمر هذا الوطن شيء وهذه السياسة أبعدت الشعب من المساهمة الفعالة في كل ما يخص وطنه وهكذا أودى بالوطن بان يكون في حالة من الضعف في كل مناحي الحياة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وصارت ارتريا منغلقة حول نفسها بالرغم من تواجد الارتريين في كل بقاع العالم حيث كان من المفترض أن يكون سفراء شعبيين لوطنهم .

إن هذا الوضع قد أغرى العديد من الدول بما فيهم دول الجوار وبالذات إثيوبيا بان يستعيدوا أحلامهم وتنبعث لديهم من جديد لكي يتمادوا في الحديث عن الثورة الارترية ومسيرتها والتشكيك في عدالة القضية والحديث عن عجز الارتريين في إدارة أنفسهم وأرادوا من ذلك الوصول إلى أن ارتريا ليس لها حل سوى العودة لحضن إثيوبيا وان على الإثيوبيين اقتناص الفرصة للتدليل من الوضع المزري القائم في ارتريا متمثلا في ظاهرة تدفق اللاجئين الارتريين في العالم الذين صاروا سلعة لدى تجار الأعضاء البشرية وموت الكثير منهم في الصحارى وغرقهم في البحار فيؤمل الأعداء من أن هذا الوضع المأساوي قد يجلب لهم بعض التعاطف من الدول الكبرى خاصة التي لها مصالح في المنطقة بان تمضي في اتجاه آن تكون ارتريا توصم بالدولة الفاشلة الغير قادرة على الاستمرار .

وللحقيقة فان هذا الوضع المأساوي المتسبب فيه هو النظام حيث صار لوحده هو صاحب السيادة وحاميها والمتصرف في داخل الوطن والممثل للكيان خارجه والشعب مغيب تماما وصارت المطامع تتبلور في أشكال مختلفة وبأساليب متنوعة سعيا لابتلاع ارتريا أو جزء منها .

فان الحديث عن المالات ما لو كانت الأمور عكس ما نحن عليه اليوم ، حيث الشعب الارتري هو من تمسك بحقه بالسيادة على أرضه وتمكن من ذلك وصار بعد التحرير صاحب السلطة الحقيقية ووضع لبنات دولته الفتية وقامت كل مؤسسات الدولة وتوافق الارتريين حول دستورهم بحرية تامة أصبحوا قادرين على اختيار ممثليهم وقيادتهم فان الدولة الارترية بالتأكيد كانت ستكون قوية فتية كقوة ثورتها وتنهض في كل مجالات الحياة لتحقق النجاحات وتكون عضوا فعالا على مستوى دول الجوار والإقليمي والمجتمع الدولي دعامة حقيقية للسلام والنمو وبالتالي سوف لن تكون مطمعا لأحد مهما كان من بعيد أو من قريب .

واليوم كالأمس فانه لا يصح إلا الصحيح فالسيادة هي للشعب وهو من يتولى حمايتها فكل الارتريين هم لحمة واحدة ولا يختلفون في التمسك بكيانهم وان تظل ارتريا للأبد بين كل الدول وانه لا يزال الأمل قائما في عودة الأمور إلى نصابها والمياه إلى مجاريها فشعبنا اليوم في مستوى من الوعي يمكنه من استرداد حقوقه ولا يقبل بأي تدخل في شئونه من أي طرف كان ولا يتنازل عن سيادته الكاملة على أرضه وبحره وجوه وهو الأقدر على تغيير أوضاعه وإزالة النظام وهي مسئوليته لا يلقي بها على الغرباء ، وأبناء ارتريا جميعا بكل مواقفهم المتعددة قادرين بالحوار والتقارب استعادة لحمتهم وبناء الثقة فيما بينهم التي تمكنهم من إعادة بناء ارتريا التي سيعيش عليها الارتريين أجيال بعد أجيال وكلهم يعتزون بالانتماء لهذا الوطن ويتدافعون دفاعا عنه .

حزب النهضة الارترية للعدالة – مكتب الإعلام والاتصالات

7/12/221