منبر الحـــــوار

بقلم / علي محمد صالح شوم

لندن- 06/05/2021 م

 

 

 

 


بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا الاصرار الاثيوبي على ملء السد؟

 


سؤال يطرح نفسه: لماذا هذا التعنت دون التوصل إلى حل مع الأطراف المعنية وهي جزء اساسي من الحل. صحيح أن اثيوبيا هي دولة المنبع الرئيسي ولها الأولوية، إلا أن ذلك لا يسمح لها بإقصاء مصر والسودان.
يبدو أن اثيوبيا تقوم بعملية ابتزاز لتحقيق مزيد من المكاسب، إلا أنها في نهاية المطاف سوف تتوصل إلى التفاهم، ولا يمكن أن تتمادي إلى ما لا نهاية، لأن وضعها الحالي لا يسمح لها أن تدخل في مواجهة مع البلدين وهي تدرك ذلك تماما.
لا شك أن مصر والسودان تعاملوا مع موقف اثيوبيا السلبي بشكل هادئ ومرن وهذا الاسلوب غاية في المسئولية. فأي تصرف متهور قد يدخل المنطقة في أزمة من الصعب تجاوزها. من ناحية اخرى فإن المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا تجاه الأزمة، والاتحاد الافريقي ومنذ مولده حتى مسمى منظمة الوحدة الافريقية في عام 1963 لم يستطع حل مشاكل القارة، علما بأن اثيوبيا تشكل امتدادا لمصالح الغرب إلا أنها مؤخرا اتجهت صوب الصين الأمر الذي ازعج امريكا واوروبا.
نشهد الآن بعض التحرك خاصة من امريكا ونأمل أن تحقق هذه التحركات نتائج ايجابية لأن عامل الزمن قصير. المجتمع الدولي والاقليمي معنيين بحل هذا الخلاف أخلاقيا والجامعة العربية أيضا مطالبة بدور فعال لأن السودان ومصر عضوان في تلك المنظمة العاجزة.
لا شك أن مصر والسودان حتى تعاملوا مع الغطرسة الاثيوبية بأسلوب سياسي إلا أنه للصبر حدود، وفي نهاية المطاف وأمام تعنت وإصرار اثيوبيا، لا بد للبلدين من اتخاذ اجراءات للدفاع عن حقوقهما، لأن المسألة تعتبر مسألة حياة أو موت.
نأمل أن يتم الحل بما يرضي جميع الأطراف بحيث يضمن للمنطقة السلام والاستقرار.
على محمد صالح
لندن 5 مايو 2021