منبر الحـــــوار

بقلم / علي محمد صالح شوم

لندن - ١٥ يناير ٢٠٢١

 

 
 
 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا زمانك يا مهازل فامرحي
 

 


تابع العالم الاحداث والتطورات الاخيرة في الولايات المتحدة الامريكية، اثر التنافس الكبير بين الحزبين الرئيسين الجمهوري والديمقراطي على مقعد رئاسة الجمهورية، وهى انتخابات شهدت تنازع كبير بين الرئيس المنتهية ولايته ترامب ومنافسه بايدن ، وكانت النتيجة التي اعلنت بفوز السيد جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة للدورة الرئاسية التي تبدأ في العشرين من يناير الجاري.
كان المأمول ان يتقبل الرئيس دولاند ترامب النتيجة بصدر رحب وكذلك حزبه الجمهوري كامر طبيعي بان لأي عملية انتخابية فائز ومهزوم ، ولكن على العكس من ذلك ومنذ الوهلة الاولى تابع الجميع تصرفات الرئيس ترامب واتهامه الخصم بتزوير الانتخابات ، وحتى الدعاوى القضائية التي بلغت ٦٠ دعوة قضائية لم ينظر فيها باعتبارها لا ستند على مصوغ قانوني ليجد نفسه امام تحدي مقارعة النفس الامارة بالسؤ .
يبدو ان استمراء السلطة وبريقها هو الذي طغى على تصرفات السيد ترامب ليتمادى في عدم قبوله بنتيجة الانتخابات بل وذهب ابعد من ذلك بدعوة مناصريه للتظاهر امام مبنى الكابتول (مقر البرلمان) في السادس من الشهر الجاري لمنع المشرعين من اقرار نتيجة الانتخابات، وقد وقعت احداث مؤسفة باقتحام المتظاهرين المبنى وسقوط ضحايا جراء ذلك، الامر الذي عطل الجلسة التي كانت مقررة في ذلك اليوم الى حين اخراج المتظاهرين من المبنى.
تصرفات الرئيس ترامب ومخاطبته انصاره بالتوجه الى مقر البرلمان كان عملا غريبا وغير مسبوق في هذا البلد الذي تجزرت فيه التقاليد الديمقراطية، فقد تقلبت النزعة الشخصية في الاستئثار بالسلطة على المصلحة العامة.
السؤال الذي يتبادر الى الزهن هل كانت الديمقراطية شعارا لتحقيق اهدافة شخصية!!؟
ما دعاني لهذا السؤال الممارسات العنصرية التي مافتأت تمارس بين حين واخر ضد الاقليات والاعراق التي تزخر بها الولايات المتحدة خاصة ذوي البشرة السمراء. امريكا التي تشكلت من الهجين البشري من كل قارات العالم وهاجر اليها الملاين بعد ذلك ليصبح التنوع هو الميزة الاوضح، تعرضت لامتحان كبير في المحافظة على التنوع وادارته وقد كان له الاثر البالغ في ما وصلت اليه من تطور لنجد ان العديد من هؤلاء قد لعبوا دورا مميزا في السياسة الامريكية ومختلف مناحي الحياة الاخرى ، ونذكر مارتن لوثر كنج كاشهر مدافع عن الحقوق المدنية والذي يطلق عليه (محرر العبيد ) ، والقائمة تطول كان اخرهم الرئيس السابق باراك حسين اوباما الذي نزحت اسرته من شرق افريقيا (كينيا) واصبح رئيسا للولايات المتحدة لدورتين كأول رئيس من ذوي البشرة السمراء يصل الى قمة هرم القيادة في الولايات المتحدة .
العديد من المراقبين والمتابعين ينظرون للذي حدث مؤخر بعين الريبة ، فالولايات المتحدة الامريكية التي تمتلك الامكانات المادية والعسكرية والتكنلوجيا المتطورة، انتقلت اليوم الى مرحلة تبدلت فيها القيم والشعارات التي رفعتها منذ ان تصدرت قيادة العالم، صورتها اهتزت ولم تعد كماوكانت، وان الخيارات اصحبت مفتوحة الان والتقييمات كذلك، من ياترى سوف يكون في صدارة قيادة العالم؟ الصين؟ ام اوروبا التي تراجع دورها بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية بعد ان ازهقت الملايين من الارواح ونهبت خيرات الشعوب فيما يطلق عليه اليوم بالعالم الثالث وقسمتها الى دويلات لتوزيع النفوذ بينها.
لا نعتقد ان هذا المشهد يمكن تكراره وعودة اوربا لقيادة العالم على الاقل في المنظور القريب ولا امريكا هى امريكا التي كانت بعد اليوم .
في الختام نتمنى ان يشهد العالم الاستقرار والسلام والوئام والحياة الكريمة للانسانية جمعاء.

علي محمد صالح شوم
لندن - ١٥ يناير ٢٠٢١