منبر الحـــــوار

بقلم / علي محمد.صالح شوم.
لندن - ٦ يناير ٢٠٢٠م

 

 
 
 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

نعيب زماننا والعيب فينا

 


من خلال هذه الخاطرة وددت تناول بعض القضايا الهامة ، وعلى رأس هذه القضايا الوضع المتفجر في دول الجوار الارتري خاصة اثيوبيا والسودان وتأثير ذلك على ارتريا وشعبها، كما يعلم الجميع ان الطاغية اسياس اقحم ارتريا في الصراع الداخلي الاثيوبي لأهداف خاصة به ، ومن الواضح من خلال النتائج الماثلة امامنا الان ان تقديرات الطاغية وحليفه الدكتور ابي احمد بنيت على تخيلات واوهام امتلاك القوة وبامكانهم فرض امر واقع ، ولكن الواقع على الارض كان مغايرا لتلك التقديرات حيث ان الجبهة الشعبية لتحرير تقراى مازلت تقاتل بل وتسجل انتصارات يومية عليهما وان رقعة المعارك في توسع مستمر، لان المعركة بالنسبة للتقراى معركة وجود وفي تقديرنا سوف تطول ونتائجها سوف تكون كارثية بكل تأكيد وكل التحليلات تشير الى رضوخ ابي احمد لمطلب الحوار مع قيادة التقراى التي قال عنها انتهت وان المعركة ادت اهدافها ولهذا اعلن انتهائها. قبول ابي احمد بالحوار هو الخيار الاجباري والامثل لحقن دماء الاثيوبين والعودة الى حالة التفاهم والتعايش بين مكونات الدولة الاثيوبية وادارة هذا التنوع بما يرضي الجميع.
اما الطاغية اسياس حليف ابي احمد ان لم يكن هو المحرض الرئيسي لاشعال المعركة ، قد وضع البلاد في محك وسوف تترب على افعاله هذه العديد من الاشكالات والتي سوف يكون هو اول من تطاله وتنهي حقبة مظلمة بسقوط نظامه ، ولكن بعد ان خسر الشعب الارتري خيرة ابنائه وقد تجاوز العدد حسب بعض التقارير المئات من ما خسره في معارك التحرير ، وخروج اعداد مماثلة من دائرة الفعل بفعل الاعاقة الدائمة او المؤقتة.
كما ان السياسات التي مارسها نطام الطاغية واتباعه سياسة فرق تسد واستخدام كل الوسائل الرخيصة كالطائفية والقبلية لضرب النسيج الاجتماعي لضمان بقائه في السلطة، ومن المؤسف ان تطل القبيلة برأسها ونحن في القرن الواحدد والعشرين، كما ان تقسيم المجتمع الى 9 قوميات من قبل النظام هدفه تعميق الخلاف بين المكونات الاجتماعية علما ان الشعب الارتري مكون من مسلمين ومسيحين ولم تكن هناك اى مشكلة بين المكونين والمجتمع كان متعايش ووقف جميعا مع الثورة واستشهد ابناءه سويا من اجل طرد المستعمر الاجنبي من وطنه لاقامة نظام وطني يعيش فيه بحرية وسلام . حتي صراعات مرحلة تقرير المصير والتي كان معظم المسيحين فيها داعمين لمشروع الانضمام الى اثيوبيا والمسلمين مع المشروع الوطني والمطالبة باستقلال ارتريا مع وجود مجموعة من المسلمين كانت تطالب بالتقسيم، الا ان ذلك تم تجاوزه باقامة الاتحاد الفدرالي للحفاظ على الكيان الارتري، من هنا فان الواقع الجديد الذي اطل برأسه من خلال ممارسات الطاغية واقحامنا في صراعات لا ناقة لنا فيها ولاجمل يتطلب روح جديدة من التسامح والتراضي الوطني والاصطفاف خلف المشروع الوطني وتقديم كل ما نملك من اجل احداث تغيير حقيقي في ارتريا باقتلاع الطاغية وعصابته ورميهم في مزبلة التاريخ وننهي حقبة مظلمة التي مثلها اسياس وعصابته الذي خان امانة الشهداء الابرار.

علي محمد.صالح شوم.
لندن - ٦ يناير ٢٠٢٠م