منبر الحـــــوار
 

بقلم :عيسى سيد محمد

2021/06/28

 

 
 
 

 


بسم الله الرحمن الرحيم
إلى جنات النعيم تلميذي العبقري ذو السيرة العطرة

 


(وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)

ببالغ الأسى والحزن العميق تلقيتُ النبأ الجلل، وفاة المغفور له بإذن الله، تلميذي النابغة المهندس محمد سعيد حمد محمد سعيد كلو. كان واحداً من طلابي المتميزين الذين قمت بتدريسهم اللغة الانجليزية في منزلي، على مدى عامين. كان – رحمه الله -متميزاً وطالباً مهذباً ومجتهداً في غاية النشاط، وذو أخلاق حميدة، لم يحدث أن تغيب عن الدروس أو تأخر عن موعده. كان جاداً في كل شيء، يتصرف بمسؤولية. قمت خلال مسيرتي التعليمية بتدريس آلاف الطلاب من كل المراحل، حتى طلاب الدراسات العليا، وكان محمد سعيد حمد كلو من خيرة هؤلاء الطلاب.
لم ألتقِه منذ اغترابي إلى المملكة العربية السعودية في نهاية التسعينات من القرن الماضي. وكان نبأ رحيله فاجعة بحق، حيث فقد الوطن بوفاته مهندساً واعداً، فلله ما أعطى وله ما أخذ، ولا نقول إلا ما يُرْضي ربنا (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك لمحزنون يا شهيد الأمة. اللهم اغفر له وارحمه وعافه وأعفُ عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنة وألْهِم آله وذويه ووالديه وإخوانه وأخواته وآل كلو الصبر وحسن العزاء.
اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيات عفواً وغفرانا والقه برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه. اللهم أحل روحه في محل الأبرار وتغمده بالرحمة آناء الليل والنهار برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور ألي سعة الدور والقصور، في سدرٍ مخضود وطلحٍ منضوض وماءٍ مسكوبٍ وفكاهة كثيرةٍ لا مقطوعةٍ ولا ممنوعة، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا اللهم.
اجعلنا واياهم من عبادك الذين تباهي بهم ملائكتك في الموقف العظيم وارزقنا حسن النظر إلى وجهك الكريم مع الذين تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
عيسى سيّد محمد