منبر الحـــــوار

 

بقلم/
محمد علي حامد ابوزينب
العشرون من رمضان 1442

 
 
 


نفحات قبل الوداع
 

 

 توطئة :

استقبلت الأمة الإسلامية جمعاء في كل أصقاع المعمورة هذا العام الهجري 1442 الشهر الفضيل الكريم بشوق كبير وتلهف شديد غير محدود، وقوة وإصرار وهمة عالية ، مستبشرين خيرا وبركة بقدومه الميمون، مسارعين لأعمال البر والإحسان كلها، وكيف لا وهو الضيف الكريم الذى نستظل ونتفيا ظلاله فى كل عام والقلوب متلهفة ومتعلقة به، ولاسيما بعض الأحداث والحرمان الذى كانت قبله والذى شهدها العالم كله العام الماضي بسبب الجائحة العالمية التي جعلت الكل في معتقلات وحرمتهم من الاستمتاع بالاجواء الرمضانية الإيمانية الجميلة المتعارف عليها في كل عام .
جاء رمضان بطعم ورائحة مختلفة تماما فى كثيرا من الدول لأفراد العالم الإسلامي وإن كانت هنالك بعض المعاناة فى غيرها نسأل المولي عز وجل الفرج القريب العاجل للجميع.
وطاعة وتلبة لنداء الحق عز وجل:
(يا ابها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ....الخ )
وامتثالا واتباعا لهدى المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الصادق المصدوق القائل:
(بنى الإسلام على خمسة إلى..... الخ )
هبت وانتفضت الأمة الإسلامية لأداء الركن الرابع من أركان الإسلام (شعيرة الصيام ) طمعا ورغبة للفوز بجنان الرحمن التى فتحت أبوابها الثمانية ولم تغلق وتزينت للمؤمنين والكل يضع نصب عينيه العتق من النيران وهو يعلم أن لله عزوجل عتقاء وذلك كل فى كل ليلة من رمضان جعلنا الله منهم ومحفظه ودافعه في ذلك بأن مردة الشياطين مصفدة فى هذا الأيام الفضيلة رحمة وتفضلا من خالقهم سبحانه وتعالى فياباقي الخير أقبل وياباقي الشر أقصر ويالها من نفحات ورحمات الهيه .
كان الكل قبل أيام قليلة جدا يسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغه رمضان والآن لسان حال الجميع مهلا يا رمضان وإذا بنا نودعه سريعا وعلى عجل غير مسبوق والجميع يلاحظ إيقاع الحياة السريع في كل شئ فلاتكاد تلتقط أنفاسك وإلا العام والشهر الأسبوع واليوم ينقضى وينسحب من تحت ارجلنا بصورة مخيفة خاصة فى مواسم العبادات والطاعا، ولعمرى ماهذه إلا علامات أخر الزمان والعد التنازلي لهذه الفانية كما أكدت واثبتت السنة النبوية الشريفة من علامات الساعة المعروفة.
ها هي السويعات تسابق الخطى وتمضى سريعا ولانملك حيالها إلا الاجتهاد بقدر المستطاع والصبر والمصابرة على طرق كل ابواب الطاعات وأعمال البر بكل أصنافها وتعدد مجالاتها المختلفة.
ذهب الثلثين من شهركم المعظم وتبقى الثلث الأخير منه وفاز من فاز فيهما واستثمر وادخر فيه العقلاء أصحاب الهمم العالية فمن قدم خيرا فليحمد الله ويواصل مشواره بقوة صلبة وعزيمة لاتلين فمن طلب العلا سهر الليالى وسلعة غالية وعليه مضاعفة الجهد أكثر.
والذى قصر ولم يقم بالواجب ويقدم المطلوب فلما زال فى جعبته الكثير والكثير جدا للحاق بركب الجماعة ويكون من الفائزين .
امة الإسلام امة مرحومة واكرمها المولى عز وجل بأن جعلها خير أمة أخرجت للناس واجرها مضاعف ومواسم الطاعات متعددة وابواب الخيرات كثيرة فمن لايستطيع عمل ما أو استعصى عليه فهنالك امامه فرص بديله ولايكلف الله نفسا الا وسعها وكل شئ بالمستطاع والمتاح فلا إفراط ولا تفريط وابتغي بين ذلك سبيلا.
كبسولات رمضانية:
جاء رمضان هذا العام والأمة الإسلامية والعربية خاص تعاني الآمرين والكثير من الابتلاء والامتحانات والمصائب فنجد محنة أهل الشام المتفاقمة يوما بعد يوم ومعاناة أهل ثالث الحرمين ( القدس الشريف ) ومرسى الحبيب صلى الله عليه وسلم تنزف دما وأهل هاشم غزة وأطفالها يتجرعون مرارات الحصار الظالم والجائر المفروض عليهم حتى من أبناء جلدتهم، وأولئك نساء الايغور يدفعن ثمن تمسكهن بدينهن وعفافهن وهوالاء شيوخ الروهينقا يقذفون من البوذ فى النيران وجريمتهم الإسلام .
واعجب العجاب بأن هنالك ستة من حكومات الدول العربية الإسلامية منعت المصلين الصلاة واقامة التراويح فى بيوت الله فى حين سمحت بكل النشاطات الحياتية الأخرى من أسواق وسينما ومسارح وغيرها تسرح وتمرح وتعللوا بأن السبب كورونا وكان فيروس كورونا رجل قلبه معلق بالمساجد مالكم كيف تحكمون!!!
وهنالك من المظلومين في السجون والمعتقلات فمنهم قضي نحبه فى هذه الأيام رحمهم الله جميعا رحمة واسعة وحدث ولاحرج لكن الاسوى والأدهى والأمر أن تنفذ أحكام بالإعدام للبعض من غير خوف من الله ولامراعاة لحرمة الشهر الكريم فماذا نقول لهم ونحن المستجيرين من النار بالرمضاء فسلاحنا الدعاء وكفى به من سلاح فسهام الليل لاتخطي والحمد لله الذى يمهل ولايهمل وله الحمد على حلمه بعد علمه وعلى عفوه بعد مقدرته.
فحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وسوف يعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
أما فى أرض الهجرتبن أرض الصدق (أرتيريا ) الحال مختلف تماما فاحوال وأوضاع المسلمين في شهر رمضان غير فمعظمهم تركوا البلد وعاشوا في دول المهحر وآخرين يقبعون في السجون منذ ثلاثة عقود والزنازين تحت الأرض لا يعرف مصيرهم أحد ومن يتجرأ بالسؤال عنهم مصيره مصيرهم ألمجهول، فرج الله عنهم مصابهم ونفس كربهم، والسبب هو تسلط الحاكم الجائر الظالم الذى يحاربهم فقط لأنهم مسلمين وقالوا رينا الله واناس يتطهرون. فالمسلمين هنالك لاينعمون بشئ اسمه دولة فى الأصل والمؤسف قضيتهم منسية من قبل إخوانهم المسلمين والإنسانية فى المعمورة قاطبة.!
روشتات معينة:
اعلموا رحمكم الله بأننا نعيش في أفضل الليالى على الإطلاق، وأفضل ماتقرب به العبد هو الاتيان بما افترضه الله سبحانه وتعالى ثم الإكثار من تلاوة القرآن الكريم والدعاء الصالح وصلة الأرحام والصدقات وكل ما يقربك إليه وكل القربات إلى مولاك
- الإكثار من دعاء اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا لأنه وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم لام للمؤمنين عائشة رضى الله عنه عنها وعن أبيها الصديق.
- ليلة القدر تساوي ألف شهر وتعادل عبادة أكثر من 84 سنة (تخيل ليلة واحدة بأربعة وثمانون سنة عبادة ) أين وأين ثم أين المشمرون؟؟؟
- لا يوجد دليل شرعي ثابت صحيح يجزم بأنها ليلة السابع والعشرون والمعلوم عن جمهور العلماء بأنها تتنقل من ليلة لأخرى وهذه لحكمة يعلمها المولى عز وجل وحتى يكون الاجتهاد في العشرة وهنالك أحاديث بانها فى الليالى الوتر ويجب أن لاتسخر جهودك وطاقتك فى علاماتها وركز واجتهد في كلها.
- اعتبر هذه الايام العشرة الباقية هي أخر عشرة أيام في حياتك.
- إذا كان هنالك تفريط فى الأيام الماضية استدرك فلا تضع هذه الايام تفوت كغيرهاويقول ابن القيم:
( العبرة بكمال النهايات لابنقص البديات ) وإنما الأعمال بالخواتيم، ويقول أحد الصالحين:
(ما ادمت الدعاء في رمضان على أمر إلا وتجلى ظاهرا فى شوال )
وأعلم يا ابها المؤمن الصائم بأن المحروم من فرط فى هذه الليلة(ليلة القدر ) وكنوزها وعطاياها وهداياها ولم يفوز بها.
يقول ابن القيم:
اذا كنت تدعو وضاق عليك الوقت وتزاحمت فى قلبك حوائجك فاجعل كل دعائك ان يعفو الله عنك فإن عفا عنك اتتك حوائجك من دون مسالة...
ومن معاني العفو، العفو فى الأبدان وهو الشفاء من كل داء، والأديان توفيقك فى الخير والعبادة والطاعات.
وختاما اسأل المولى عز وجل أن يجعلنا والمسلمين مما صام رمضان إيمانا واحتسابا وغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم وقام رمضان إيمانا واحتسابا وغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم ، وأن يشملنا والمسلمين بالرحمة والمغفرة والغتق من النار ويجعلنا من أهل الريان.
ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدبن..
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا.
اعاده الله علينا وعليكم وعلى والامة الاسلامية أعوام عديدة وازمنة مديدة .
بقلم/
محمد علي حامد ابوزينب
العشرون من رمضان 1442