منبر الحـــــوار

بقلم /
محمد علي حامد ابوزينب
العشرون من ديسمبر 2020
 

 
 



عشان خاطرك ياوطن
 


النقاش والحوار الجاد فيما يخص الوطن والمواطن من الأمور والصور والأحوال الإيجابية والصحية إذا وجدت التفاعل الجاد الهادف والروح الإصلاحية مع تحديد المشكلة الذى جعلت المجتمع يصل لهذا المستوي وتلك المعاناة التي طالت الجميع .

الكل امام الوطن وقضايا المواطن مسؤول مسؤولية مشتركة إيجابا وسلبا ولابد من تحديد موققه ودوره وماذا قدم وهل تقدم أم أتأخر خاصة الذين يمثلون النخب فى اى مجال كان وبكل مصداقية وشفافية وجب أن يسأل كل وأحد منا نفسه وقبل الاخرين وتوجيه وتوزيع اصابع الإتهام والسهام هنا وهنالك وتفريق السموم القاتلة من حيث يدرى ولا يدرى،فإن كان يدري فتلك مصيبة وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظم .
خاصة الذين توفرت لهم عوامل الحياة الكريمة ويعيشون في عالم الديمقراطيات والحريات الأساسية.
صحيح القوى الوطنية الواحدة انقسمت على نفسها وتبعثرت وصارت كتل، والحزب الوطنى الواحد أصبح أحزاب والجماعة أصبحت جماعات وهذا لعمري فعلا كان خصما على الجميع واخرنا لسنوات عجاف بل عقود حسوما تخصم من رصيدنا النضالي المشرف الشامخ .

فعدم الوضوح في الرؤية والضبابية وتهافت وتدافع النخبوية وتقديم المصلحة الذاتية عن العامة مع عدم وفهم مرعاة متطلبات كل مرحلة وترتيب الأولويات كل ذلك عطل عجلة العمل الوطني والذي دفع ثمنها الباهظ المواطن بالداخل والآخر في المعسكرات وجعلت الوطن فى مصير مجهول .

صحيح لكل مرحلة من المراحل ظروفها وطبيعتها وبيئتها الخاصة خاصة بعد استقلال تراب الوطن ربما اختلفت الرؤية وحتى الوسائل أخذت طابعا سياسيا واجتماعيا مختفلا فهنالك من كان يؤمن بلغة السلاح تغيرت عنده الأفكار والآراء وصارت الحسابات مختلطة والقناعات متضاربة ومتنافرة بعد ظهور الفئة التى تمت على يدها الخطوة الأخيرة للاستقلال والتى ادعت الوطنية بعد أقصائها المتعمد الكامل ولبست عباءة الوطن وجلباب النضال باقبح صورة لم يتخيلها أحد حتي الذين كان لهم القناعة بالشعبية وكانوا جنود فى الحزب أنفسهم طالتهم الحسرة والندامة وفروا بجلدهم وآخرون مازالوا في سكرتهم يعمهون واخرون اقروا عليهم الفاتحة.

العمل المعارض بدوره اصابته الهنات والعقبات والعترات واحيانا العثرات والانزلقات المرتدة من هنا وهناك، فلم يجد الأرض الصلبة والحضانة المنصفة والمطارات الأمنة فطبيعى أن يكون الهبوط غير آمن والمطبات الهوائيه العاتية رفيقه وإن كان ضطراري ولايمتلك الهابط أدوات السلامة من المظلات وغيرها، فكانت المغامرة بأحد الحسنين وكلاهما أمر من الآخر فكان الخيار الأسهل (من أجل أبنائى ) ودعونى اعيش إلا من رحم ربه،وكان الخيار مواصلة النضال الاسفيرى ومعارك الديجيتال القتالية العنيفة والتى أقلها الخروج بأقل الخسائر والتكاليف والدفاع عن النفس آخذين في ذلك على اعناقهم فروض الكفاية والذى لايعرفها أسلافهم من قبل بل كان شعارهم هو اوجب الواجيات،(فرض العين ) والذى كان أسماها واغلاها نفس الشريف لها غايتان رود المنايا ونيل المنى فاما حياة تسر الصديق وأما ممات يغيظ العدا .
بعضنا يتحجج بأن عدو اليوم ليس كالامس وزمننا غير ومتطلبات العصر اختلفت وحتى المعطيات تغيرت فلكل زمان رجاله ولكل مكان فقه ولكل حال سلاحه ولغته، نهمس في أذان أولئك بأن كل ذلك صحيح لكن نحن أمام عملة واحدة وأن تغير وجهها هذا إن لم يكن اقبحها فلا يغرنك تبسم الليث فهذا القدح من ذاك الإناء والمنبع المشروخ الفارغ الذى فاض حقدا وكراهية للقضاء الكلى عليك والهجمة القاتلة فاتعظوا يا أولى الألباب قبل أن تكون عظة وعبرة لغيركم .

لماذا لا نتوحد في إسم عدونا ونعرفه بتعريف واحد بلالبس ولاغبش ولافلسفات عصرية جديدة أو مصطلحات تودي للتوهان وإهدار للزمن واستنزاف للطاقات ونتفق جميعا على القاسم المشترك الأكبر والاعظم وبعضها تأتى البقية والتى تشكل ثانويات ومرحلة أخرى والاتفاق عليها أهون.؟؟؟
ربما البعض على وشك من فقد الأمل من حال المعارضة السياسية والمدنية والتى فاق تعدادها مساحة الوطن وهو محق في ذلك ،لكن لماذا لانجعل من هذا التنوع ميزة إيجابية ونتعلم ممارسة الديمقراطية والحريات والرأي والراى الآخر قبل الدخول الي حلبة الصراع الحقيقي والحكم داخل الوطن فى القريب العاجل بإذن المولي عز وجل وهذا قاب قوسين أو أدنى يرونه بعيدا ونراه قريبا .
قبل أن نتسال أو يسأل كل وأحد نفسه أين الخلل أو الثغرة التي لم نستطيع سدها ونحن نتجاوز النصف القرن من نضالاتنا وعملنا السياسي الذى اعترته الهفوات والهوان خاصة في نصفه الأخير.
هل المشكلة تكمن فى سياساتنا أم من يقودنها أم فى النخب الثقافية والإجتماعية التي يفترض أن تقود المجتمع إلى بر الأمان بعكسها للواقع جليا واضحا صادقا للقاعدة حتى يتعامل معه الجميع بواقعية ويصلح الخلل والاعوجاج لتوجية البوصلة لمسارها الصحيح.؟
يجب أن تتكامل الأدوار وتتضامن الآراء وتتلاقح الأفكار فى سبيل بناء وطن دفعت من أجله دماء عزيزة، ولكن وللأسف تسلطت عليه فئه لاتقدر هذا الثمن بل أصبحت تعبث بسيادته ومقدراته وتوزعه بالقطاعي وبثمن بخس في سوق النخاسة وكأنه بضاعة مزجاة وبقالة تؤول ملكيتها لفرد وأحد معتوه .!!!
لابد من تقديم التحية والتقدير لكل من يمسك بزمام الأمور ومتعلق بحبال الصبر من أجل القضية العادلة ومازال يقتطع من زمنه وزمن أسرته الخاصة الكريمة تقديرا لهولاء النفر الكريم الذين ضحوا بأنفسهم ليعيش الوطن والمواطن بكرامة وحرية وعدالة .

فليكن شعارنا المرفوع حيال الوطن مهما تكالبت عليه القطط وتخطفته إياد الغدر وتلاطمته الأمواج العاتية:
بلادي وإن جارت عليه عزيز ..
واهلي وإن ضنوا علي كرام.

وعشانك يا وطن تهون الصعاب
وعشانك يادرة البحر تبذل النفس
وعشانك ياعروسة أفريقيا تتطاير الرؤوس..
وفي حضرت جلالك يطيب الجلوس مهذب أمامك يكون الكلام .

بقلم /
محمد علي حامد ابوزينب
العشرون من ديسمبر 2020