منبر الحـــــوار

 

بقلم: جامع السمهري
 

2020/11/22

 
 


العمل الإرتري المعارض والغياب عن المشهد السياسي
 


طالعتنا وكالات الأنباء قبل ايام مضت اخبار إندلاع الإقتتال بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وإقليم تقراي ، وذلك لأسباب متعددة لعل ابرزها إجراء الإنتحابات في الإقليم وعدم إعتراف المركز بذلك. ولكن نستطيع القول بأن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت إنطلاقة الرصاصة الأولى والتي يحاول كل طرف إتهام الآخر بإطلاقها. ايا كان من اطلقها ، فإنه مما لاشك فيه ، بأن تلك الرصاصات أحرقت الأخضر واليابس وأحدثت ولازالت مقتلة بين الناس علاوة على تهجير وتشريد السكان. وقد رأينا كيف ان سكان اثيوبيا وتحديدا التقاروا اصبحو لاجئين في السودان بين ليلة وضحاها بدلا ان كانو مستقرين وآمنين في وطنهم.

كل المعارضين الإرتريين المنضويين تحت التنظيمات السياسية وغيرهم من عوام الشعب الغير منظم وهو الأغلب ، كانو يتوقعون ان تغتنم المعارضة الفرصة الذهبية وتساهم بفاعلية في اسقاط النظام الإرتري. ولكن للأسف الشديد كسابقاتها من الفرص تتبخر من بين ايدينا دون ان تحرك ساكنا. بربكم اروني ماذا فعلت المعارضة سوى إصدار البيانات التي سئم ومل منها الشعب؟ هل من تحرك دبلوماسي نشط على مستوى المجلس الوطني؟ الإجابة لا حتى هذه اللحظة.

من قبل اضعنا فرصة الإستفادة من المحاولة الإنقلابية لود حجي ورفقائه الميامين في مطلع العام 2013م ، في وقتها جاءت كبرى القنوات الإعلامية مهرولة – والتي كنا نشكو من هجرانها لقضيتنا – لتتعرف على مايدور في ارتريا، وعادت بخفي حنين ولم تجد عند معارضتنا شيئا يذكر، ومن تم إستضافتهم من قياداتنا إكتفو بأن هنالك شح في المعلومات الواردة من اسمرا.

تكررت الفرصة عند احداث مدرسة الضياء الإسلامي، وخرجوا بعض سكان اسمرا في تظاهرات منددين بسياسات النظام التعليمية وإعتقاله بعض الرموز الإسلامية . ولكن ايضا لم تستغل الفرصة كما ينبغي، والآن تأتينا الفرصة الذهبية الحرب الإثيوبية الحالية والنظام الارتري ضالع فيها ، ولكن ارى غياب تام للمعارضة الارترية عن المشهد إلا إصدار البيانات من هنا وهناك. واحسب من خلال قراءتي بأن غياب المعارضة وضعف تأثيرها على المشهد السياسي مرد ذلك يعود لاسباب متعددة، في هذه المقالة اريد ان اتوقف على احد هذه الاسباب وهو ضعف التواصل مع الداخل الارتري.

من البديهيات بأن المعارضة تناضل من اجل شعبها ووطنها، فكان من الاحرى بها ان تهتم بالداخل الارتري اكثر لانه هو محور الإهتمام ومكان التغيير. ولكن واقع الحال يؤكد بأن هناك ضعف في التواصل مع شعبها في داخل الوطن، هذا الضعف نتج عنه غياب المعلومات عن النظام . تعتبرالمعلومات في العمل السياسي من الاهمية بمكان لمتخذ القرار وتكون المعلومات ذات قيمة للتنظيم كلما كانت فائدتها أكبرفي اتخاذ القرارات والعمليات تصبح عملية اتخاذ القرار ذات مردود إيجابي. وتعد المعلومات هي المادة الأساسية لاتخاذ القرار. بالرغم من ان النظام الإرتري ليس من السهل حصول المعلومات عنه ، ولكن ما اعرفه بأن لدى التنظيمات السياسية مكاتب للمعلومات والرصد والمتابعة ما دور هذه المكاتب؟ هل دورها فقط ينصب على الرقابة الداخلية للعضوية ومتابعة انشطة التنظيمات المناظرة؟ ام ايضا عن مراقبة انشطة النظام الارتري وجمع المعلومات المهمة عن الداخل الارتري؟

اذا افترضنا بأن للمعارضة مصادرها الخاصة في داخل ارتريا، اين دورها في نشر كل ما يتعلق بدور النظام في هذه الحرب الدائرة. بمعنى اخراذا كان بالفعل تملك المعلومات الحقيقية لظهرت في هذه الاحداث الجارية. لايوجد احد من التنظيمات الارترية ملك بعض الحقائق عن الدور الارتري في هذه الحرب، الكل دون إستثناء يتلقى الاخبار والتحليلات من وكالات الانباء.

الفرضية الثانية بأن المعارضة ليست لديها معلومات عن الداخل بسبب انقطاع التواصل مع الداخل بسبب القبضة الحديدية للنظام الحاكم في ارتريا وضعف الاجهزة المعنية لإحداث إختراق في جدار النظام. هذا سيؤثر سلبا على متخذ القرار. على اي اساس سيتخذ القرار طالما ليس لديهم معلومات خاصة من مكان الحدث، اذا في هذه الحالة ستكون المعلومات التي يبنى عليها القرار من قبل متخذ القرار هي معلومات المادة الإعلامية المتداولة في وسائل التواصل الإجتماعي. وفي هذه الحالة يكون النشطاء والسياسيين سييان.

كل المؤشرات تشيرإلى ترجيح الفرضية الثانية الا وهي بأن المعارضة ليست لديها معلومات عن النظام وعن مايدور في الوطن لذلك نحن في هذا التيه والضياع لاننا اصبحنا لانرى ولانعرف اين وجهتنا واين الطريق الذي سيوصلنا إلى الهدف.

يبدو انه سيكتب علينا القدر بالإنتظار اعوام مديدة ما لم نتدارك الامر سنجد بأنه بعد بضعة اعوام بأن عضويتنا التي يعتمد عليها في التغيير قد شاخت وابناءهم اي الاجيال القادمة من ابناء الجاليات واللاجئين الارتريين قد ذابو في مجتمعاتهم المحلية ولا تجد من يتبنى القضية فالنظام الارتري يراهن على طول الامد. يجب ان نقف وقفة جادة على مواطن الضعف ونقويها ونستفيد من نقاط القوه وما اكثرها الا ليت قومي يعلمون ويعملون.