منبر الحـــــوار

بقلم / جهراي أدال
culture018@gmail.com

2020/06/22

 

الاجازيان من أين والى أين؟

2020/06/14   

عونا

الاجازيان: مظهر من مظاهر التطرف المسيحي في إرتريا (1)

ختلف الناس في تفسير عدوانية ومعنى ومغذى مجموعة الاجازيان وتوقيتها، حيث ظهرت فجأة كالبركان وملأ ضجيجها الإعلامي الساحة الارترية وشغل الناس فيها.

 


الاجازيان من أين والى أين؟
 


الأجازيان والإمبراطور يوهنس (2)

يعتبر الاجازيان مجموعة من الشخصيات مثل الامبراطور يوهنس، والرأس الولا، الرأس تسما اسمروم، وولدي اب ولدي ماريام وكيداني كفلو واسياس افورقي، قادة آباء روحيين لحركتهم، ومناضلين وضعوا أسس هذا المشروع ونظروا له وأفنوا حياتهم من اجل تحقيقه، أي من أجل تحقيق ما يسمونه بدولة الاجازيان.

ولهذا كان من الأهمية بمكان التعرف على هؤلاء والدور الذي اضطلعوا به، وهل كانوا فعلا على النحو الذي تدعيه مجموعات الاجازيان، ام يحرفون حقائق التاريخ ليمنحوا أنفسهم شرعية تاريخية وموطئ قدم بين التجراي والارتريين، بإحياء مشاريع رفضت في الأربعينات حتى مجرد فكرة، ام هي محاولات لخلط الأوراق وإرباك الشارع الارتري لكسب الوقت والتغطية على ما هو أخطر!

فالإمبراطور يوهنس الذي قتل على يد المهدية في معركة المتمة في مارس 1889م وقطع رأسه الأنصار وحملوه الى ام درمان، واستقر به المقام أخيرا في متحف ام درمان الوطني، يرى فيه الاجازين الأب الشرعي، ووضع نواة دولة اجازيان الحديثة أو بالأحرى وضع نواة لمشروع "بعث قومية التجراي".

كان يوهنس قبل ان يتولى العرش الملكي يعرف باسم جرزماتش كاسا، وكان واحدا من أمراء الحرب الذين كانوا يتقاسمون أقاليم إثيوبيا على مدى أكثر من مئة عام (1769-1885)، وهي الفترة التي تعرف في التاريخ الإثيوبي ب"زمني مسافنتي"، أي فترة حكم الأمراء أو الاقطاع وهي فترة اتسمت بالاضطرابات السياسية والصراعات الدموية بين هؤلاء الحكام من جهة، بينهم وبين الزعماء المحليين من جهة اخرى. وكانت السلطة في تجراي حينها تتوزع بين عدد من الزعماء المحليين الذين تغلب عليهم كاسا واخضعهم بالقوة لإرادته وجعل من نفسه الحاكم الفعلي لتجراي سنة 1867م.

كانت ارتريا حينها بعيدة عن هذه الصراعات في ظل الحكم التركي المصري، وزعمائها المحليين، ليس هذا فحسب، بل كانت تستقبل الفارين من جحيم هذه الصراعات والمتمردين على أمراء الحرب في تجراي وغيرها أقاليم إثيوبيا.

وبالمناسبة لم يكن هذا جديدا على ارتريا التي اشتهرت في القرون الأولى للمسيحية وأبان الصراعات المذهبية بين الطوائف المسيحية، فكانت ارتريا ملجأ آمنا لمختلف الطوائف المسيحية واليهودية المضطهدة في بلاد الشام واليمن ومصر.

وبالعودة الى يوهنس، فعندما تغلب تيدروس (1855-1868) وهو أحد أمراء الحرب من الامهرة بدوره على عدد اخر من الزعماء في مناطق الامهرة وأعلن نفسه ملكا، اقر كاسا حاكم تجراي بحق تيدروس في الملك فمنحه تيدروس مقابل ذلك لقب برمبراس ثم أصبح يعرف بجرزماتش كاسا وهو ابن شوم تمبين مريشا.

وبعد مقتل تيدروس تمكن كاسا من تنصيب نفسه ملكا باسم يوهنس الرابع، ولم يتحقق له ذلك الا بعد ان تغلب هو الآخر على بقية امراء الحرب في الأقاليم الأخرى باستثناء إقليم امهرة الذي بقي بيد منيليك المنافس الرئيسي له، كما بقي حكام إقليم الولو من المسلمين والعفر والارومو، ووسط حماسين وسراي من ارتريا بعيدا عن حكمه المباشر، ولكنهم أعلنوا الولاء له اسميا، اي لكاسا (يوهنس الرابع).

ويعود الفضل في التفوق العسكري الذي حققه كاسا (يوهنس الرابع) على أمراء الحرب الآخرين في الأقاليم الأخرى، الى الدعم العسكري السخي الذي قدمه له الانجليز، الذين لم يكتفوا بتقديم الأسلحة الحديثة له والتدريب على استخدامها، بل دربوا جيشه وفق الأنظمة العسكرية الحديثة. وقدم الإنجليز هذه الأسلحة ليوهنس مكافأة له على ما قدمه لهم من دعم خلال حملتهم العسكرية ضد الملك تيدروس بسبب احتجازه لمواطنين ودبلوماسيين أوروبيين كان بينهم القنصل البريطاني. والغريب بان رأس الكنيسة الاثيوبية حينها "الأب سلاما" المصري الجنسية كان من بين الرهائن الذين احتجزهم تيدروس أفرج عنه الإنجليز مع الرهائن الأوروبيين.

وتمكن الإنجليز بالتعاون مع كاسا وحكام إقليم وللو المسلمين، من تحرير الرهائن وقتل الملك تيدروس في مقره بمقدلا سنة 1868، و اصطحبوا معهم ابنه المياهو الذي كان صبيا صغيرا إلى لندن التي مات فيها وهو في سن الثامنة عشرة، وسعت إثيوبيا طويلا لاستعادة رفاته.

توج كاسا في مدينة اكسوم ملكا على اثيوبيا في يناير 1872م باسم يوهنس الرابع، في حفل ديني حضره أكثر من ثلاثة ألف قسيس. وكان بذلك أول ملك اثيوبي يتم تنصيبه في مدينة اكسوم بعد نحو عشرة قرون من الزمن، فكانت تلك خطوة رمزية أراد منها يوهنس التنويه بالمكانة الدينية والتاريخية للمدينة، ومحاولة منه لبعث أمجاد اكسوم وتاريخ التجراي فيها، باعتبارها مدينة مقدسة تحتضن التابوت الذي يزعم انه استقدم إليها من بيت المقدس ابان الاضطهاد الروماني للمسيحيين فيها.

ومع هذا لم يتخذ يوهنس من أكسوم عاصمة له، بل حكم البلاد من مقلي، واستخدم اللغة الامهرية في الإدارة والحكم وبها كان يخاطب شعبه، اقرارا منه بان الامهرية ظلت لغة رسمية للبلاد على مدى أكثر من ثمانمائة عام.

وقد أحيت خطوة صعود يوهنس الى العرش الملكي بعد نحو ألف عام قضاها التجراي في ثبات عميق، طموح وتطلعات التجراي لحكم اثيوبيا، وهي فرصة لم يحسن يوهنس استغلالها.

ما الذي حققه يوهنس ليعتز به الاجازيان الجدد؟

بالرغم من فشل يوهنس في تثبيت الحكم بيد تجراي الا ان الاجازيان يعتبرونه الأب المؤسس لمشروع "البعث" القومي للتجراي، ولكن لماذا؟ هل لما حققه لهم على الأرض، أم لسياسته الدينية ومحاربته الأديان الأخرى من غير اتباع الكنيسة الاثيوبية، ام لكونه من تجراي وتولى الحكم بعد قرون طويلة من سيطرة الامهرة؟

فيوهنس وما ان أعلن نفسه ملكا بدأ في تنفيذ سياسات دينية متطرفة أعلن فيها الحرب على المسلمين والكاثوليك والبروتستانت.

وأصدر في عام 1879 أمرا يقضي بإخراج المسلمين من مدينة اكسوم وما حولها "إذا لم يقبلوا بالتحول الى المسيحية"، فاخرج المسلمين من معظم قرى تجراي، وأجبر سكان العديد من المناطق والقرى في إقليم تجراي المناطق المجاورة له على التحول إلى النصرانية، أو مغادرة البلاد.

وتكرر اقتحام قوات يوهنس لقرى الكاثوليك في اكلي جوزاي و استولت قواته على كنائسهم ونهبت قراهم أكثر من مرة، فكان هؤلاء يحتمون في مناطق إخوانهم المسلمين في المنحدرات الشرقية والمناطق الخاضعة للإدارة المصرية. وتعرضت قرى سنحيت وعنسبا إلى العديد من عمليات النهب والسلب على يد قوات يوهنس بقيادة الراس الولا، وخاصة مناطق المنسع وبيت جوك، وربما كان ذلك الاستهداف بسبب وجود ارسالية سويدية في المنطقة، وكاثوليكية في سنحيت. وسنعود إلى هذا في مقال آخر.

كما اتبع يوهنس سياسة مصادرة الأراضي والتهجير باستخدام القوة العسكرية خاصة في مناطق الولو. ودخل في حرب ضد المصريين الذين كانوا يحكمون كل المنخفضات الاريترية من سواكن الى بربرة في الصومال، بعد ان تسلموا إدارتها من تركيا التي كانت تسيطر عليها منذ عام 1557م.

ولكن نظرة سريعة إلى الأوضاع التي كانت سائدة قبل فترة حكم يوهنس توضح لنا بأنه، أي يوهنس كان في الواقع ينفذ سياسة ملوك الامهرة من زرا يعقوب ولبنا دنقل، وبشكل خاص سلفه تيدروس الذي كان قد بدأ حياته بممارسة أعمال النهب والسلب في مناطق الامهرة، ويعرف "بالشفتا" قبل ان يتولى العرش الملكي.

وتيدروس نفسه كان يسير وفق عقيدة سياسية رسخها حكام الامهرة الذين سبقوه في الحكم، وهي سياسة تستند على فكرة ان محاربة المسلمين واضعافهم يخدم مصلحة المسيحيين. فقد ترسخت لديهم فكرة ان مفتاح تحقيق وحدة المسيحيين الأرثوذكس ونيل رضى ودعم رجال الدين المسيحيين والشارع المستكين لإرادتهم، لا تتحقق الا بإشهار العداء للإسلام والمسلمين واضطهادهم واجبارهم على التنصير، وهي سياسة كانت تأتي اكلها في الحفاظ على النظام الملكي، ومصالح رجال الدين دون ان تحقق شيء يذكر لاتباع الكنيسة غير الفقر.

وكان تيدروس يؤمن بان وحدة الدولة لا تتحقق إلا بوحدة الدين (كنيسة التوهدو) واللغة (الامهرية)، ولهذا أصدر في عام 1864 قرارا يعتبر عدم التحول إلى المسيحية (التوهدو) تمردا على السلطة الملكية فاجبر سكان العديد من المقاطعات في إثيوبيا إلى الدخول في المسيحية.

وأخلي تيدروس مدينة قندار من سكانها الأصليين الذين اسسوها وهم المسلمين، وهو ما قام به يوهنس بعده في تجراي.

ويذكر بأن الإمبراطور لبنا دنقل قبلهم جميعا قد منع المبشرين البرتغاليين من الكاثوليك من العمل في مناطق انتشار المذهب الأرثوذكسي بعد ان دخلوا في جدال مع الكهنة في الكنيسة الاثيوبية، وأثبتوا لهم بأن ما يمارسونه لم تكن له صلة بالمسيحية بقدر ما هو خليط من التعاليم المسيحية واليهودية والعادات الوثنية. ويعتبر هذا الموقف تكرارا لموقف الإمبراطورية البيزنطية في العصور الوسطى من الكنيسة الاثيوبية، حيث لم تعتبرها ضمن المذاهب الارثوذكسية المشرقية بسبب الخلافات الجوهرية في العقيدة والممارسة، وهذا لم يكن موضوعنا.

والمهم هو ان السلطات الإمبراطورية ابتداء من أوائل القرن السابع عشر وحتى العشرين، منعت المبشرين الكاثوليك البرتغاليين والفرنسيين والايطاليين، من العمل في مناطق انتشار المذهب الأرثوذكسي، وطلبت منهم ممارسة أعمالهم التبشيرية بحرية في مناطق المسلمين والفلاشا والوثنين.

ولهذا يمكن القول بان يوهنس لم يأتي بجديد بل كان يسير على خطى أسلافه الامهرة، فتبني سياسة الحرب على الجميع في الداخل على المسلمين والكاثوليك والبروتستانت من رعايا دولته وعلى الولو والأمهرة في شوا، وعلى محيطه الإقليمي، الإدارة المصرية في إرتريا والمهدية في السودان، والفرنسيين والايطاليين، كلها عوامل عجلت بنهاية حكمه، وحكم التجراي الذي لم يعمر طويلا.

فقد تولى مقاليد الحكم بعد مقتل يوهنس في المتمة، أمير حرب آخر من الامهرة وهو الامبراطور منيليك 1889م، وتزامن ذلك مع الاحتلال الإيطالي لإرتريا واعلانها مستعمرة في عام 1890م. ولم يصل التجراي بعدها الى سدة الحكم الا في عام 1991م بقيادة ملس زيناوي في اثيوبيا، واسياس أفورقي في إرتريا.

من الذي يسير على خطى الاخرين؟

فإذا كان يوهنس يمشي على خطى سلفه تيدروس، وتيدروس على خطى اسلافه، فما الجديد الذي اتى به حكم العباقرة في ارتريا اليوم؟

الجديد هو ان حكام الهقدف نقلوا تجارب وممارسات وثقافة سياسية كانت سائدة في اثيوبيا الى الساحة الارترية بحذافيرها لأول مرة. ونترك للقارئ الحصيف حق الاستنتاج، ومعرفة من يسير على خطى اباطرة الامهرة ويوهنس في المنطقة ويمارس سياساتهم ويعلن الحرب في الداخل على شعبه وفي الخارج على جيرانه.

ويبقى السؤال الجوهري، هل يمكن ان يتحقق ما يدعو إليه الاجازيان واصحاب مشروع الردة "الاندنت الجدد" من أمثال رزني هبتي وغيره في ارتريا، و الإجابة متروكة للزمن لان مجالات الاجتهاد متشعبة، ويصعب التكهن بمواقف نخب التجراي – تجرينية. ولكن المؤكد هو ان ارتريا ليس لها إرث سياسي من هذا النوع، فمظاهر التعصب الديني التي نشهدها اليوم في ارتريا أتت الينا من اثيوبيا، وهي ثقافة اثيوبية ويجب ان تبقى هكذا بعيدة عنا.

كما ينبغي الإشارة هنا الى ان الهقدف-الاجازيان "أو دواعش التجراي- تجرينية" وزعمائهم وآباءهم الروحيين هم من أسوأ قراء التاريخ، لأن القارئ السيئ للتاريخ لا ينظر إلا إلى الجوانب المظلمة فيه، ولا يتعلم منه الا السلبيات والاحقاد، كالأب المجرم والسارق الذي لا يورث أبناءه الا المشاكل والاحقاد، وهذا ما فعله بهم أسلافهم ويحاولون ان يورثوه للشعب الارتري اليوم.

فاسياس شانه في ذلك شأن يوهنس الذي لم يترك إرثا يذكر له، غير تطرفه الديني، حيث لم يبني مدنا او يشق طريقا او يعمر ارضا، او يوحد شعبا، بل قضى فترة حكمه في حرب مع الجميع وعلى الجميع.

ففي الداخل كان يوهنس يحارب قطاع واسع من شعبه بهدف حماية الكنيسة الارثوذكسية من الاندثار أمام التقدم الذي كانت تحققه الأديان الأخرى مثل الإسلام والكاثوليكية والبروتستانتية في العديد من المناطق من إرتريا في ظل ما توفر لها من حرية في ظل الإدارة المصرية.

ومثلت "منطقة سنحيت حينها نموذجا فريدا للحريات الدينية"، وهو نموذج لم ترتقي الى مستواه شعوب اوروبا وامريكا الى هذا اليوم بالرغم مما حققته من تقدم ورقي.

وفي الخارج كان يوهنس ومثله اسياس اليوم، يبدأ حرب مع دولة جارة، ومتى ما هدأت جبهات القتال فيها، كان يبدأ حرب جديدة مع جارة أخرى، وهي ثقافة الهروب إلى الأمام التي يتميز بها التجراي والامهرة منذ القدم.

وقد يتساءل القارئ عن سبب هذه الحروب على الأديان الأخرى، والاجابة في غاية البساطة وهي حماية الكنيسة الارثوذكسية في إرتريا وإثيوبيا، وهي كنيسة اعتمدت في بقائها على قيد الحياة، على جهود الأقباط المصريين الذين مثلوا على مدى قرون طويلة شريان حياة لها وخاصة في عهود العزلة الطويلة التي عاشها التجراي والامهرة عن العالم الخارجي.

كما اعتمدت على الحماية التي وفرتها لها السلطات الملكية والأجهزة الأمنية القمعية، بحكم التحالف القائم بين السلطة السياسية والدينية في إثيوبيا. وهو تحالف كان قائم على تبادل المنفعة، وبلغ حدا جعل من الملك الزعيم الحقيقي للكنيسة الاثيوبية والمسئول عن حمايتها، وليس المطران الذي كانت تعينه الكنيسة القبطية في الإسكندرية على مدى ستة عشر قرنا.

ولعدم قدرة هذه الكنيسة على المنافسة مع المذاهب الغربية الحديثة اليوم، وخاصة البروتستانت الذين توسعوا على حسابها، فبلغ تعدادهم حسب آخر إحصاءات ما بين 17 الى 20% من إجمالي المسيحيين في إثيوبيا.

وهذا ما أكده الاجازيان في تسجيلاتهم الأولى ونشير منها الى تسجيل بتاريخ 19 سبتمبر 2016، الذي أكد فيها تسفا صهيون بان "قضية الكنيسة الأرثوذكسية هي قضية هوية وطنية"، ولهذا يرعى مصالحها ووحدتها الرئيس اسياس ويفتح لها كلية لتخريج القساوسة، وهو حق منع عنه المسلمين في ارتريا رغم المساعي التي بذلت.

ويتم هذا في الوقت الذي أغلقت فيه الحكومة مؤسسات تعليمية إسلامية وكاثوليكية بغرض التجهيل وجعلهم غير قادرين على المنافسة والخنوع لهيمنة الكنيسة الأرثوذكسية، التي تتوفر لها كل إمكانات الدولة من رعاية وحماية.

وهذا ما يجعل الارثوذكسية في ارتريا واثيوبيا دوما لصيقة باي سلطة تحكم البلاد، وتعتمد أساليب التحريض والتعصب والعداء لكل ما هو محيط بها، فيكون اتباعها متوجسين من الاخر، متقوقعين على أنفسهم غير قادرين على التعايش مع الآخر الثقافي، خاصة في ظل ما شهدته الساحة الارترية من انتقال ثقافة العداء للإسلام والمسلمين اليها من اثيوبيا خلال العقود الماضية.

ويبقى اهم ما حققه يوهنس هو مساعيه للسيطرة على ارتريا وادعائه تبعيتها له، فمهد بذلك لهجرة كثيفة شكلت فيما بعد قاعدة اجتماعية عريضة دعمت الاندنت في الأربعينات وأربكت الشارع الارتري، وعرقلت مسيرة الاستقلال، وتحاول اليوم تكرار نفس هذه التجربة تحت مسمى الاجازيان واتباع الاندنت الجدد، وهو ما سنتناوله في المقال القادم لتسليط الضوء على هذه الفئة للتميز بينها وبين بقية الارتريين، فأنتم مدعوون للمتابعة.

اخوكم جهراي أدال

22/6/2020