منبر الحـــــوار

 

مركز "الخليج"
ارشيف عونا 15/فبراير 2008م

13 من أكتوبر 2020

 

 

 

 
 
 
 

صح النوم يا "هقدف"
 


بدأت الجبهة الحاكمة في إرتريا بإحداث محاولة للخروج من عزلتها الداخلية بعد أن ركزت جل جهدها لتقوية وضعها بالمناورات السياسية لحل الأزمات في السودان والصومال بعد أن تبنت أوراق المعارضة الإثيوبية والسودانية وأخيرا الصومالية، وحاولت عبر الفضائية الإرترية أن تروج سياسة التضليل والتشويش سوى كان للرأي العام المحلي والأجنبي وسرعان ما انقلب السحر على الساحر، وأتت النتيجة عكسياً ازدادت حالة السخط ضد الجبهة الحاكمة من أعضائها وحلفائها قبل خصومها. وفي آخر محاولات الجبهة الحاكمة التي بدأت تركز نشاطها في مركز الثقل للجاليات الإرترية في السودان والسعودية وبعض دول الخليج لتنظيم صفوفها لمواجهة العزلة التي تعاني منها، قامت بنشر تعميم إلى كوادرها وأعضاء "هقدف" عبارة عن برنامج سياسي موجه للجبهة الشعبية كان يتبع إبان معركة حرب التحرير، ولم يتناول التعميم اوضاع الجبهة الشعبية عملياً التي أصبحت أثر بعد عين، ولم يقترب من ملفات المعتقلين من قيادات الجبهة الشعبية، وأبرزهم أعضاء المكتب السياسي المعتقلين على رأسهم شريفو وهيلي ولدتنسائي والقائمة طويلة تتجاوز الآلاف امتدت من الرموز والقيادات التاريخية إلى كوادر الجبهة الشعبية التي أصبحت عملياً اليوم شأن من الماضي، بعد أن جسدت الدولة في شخص الرئيس الإرتري الذي حول الحزب والدولة إلى ملكية خاصة. وعجزت الجبهة من عقد مؤتمرها الرابع الذي مضى عليه أكثر من 14 سنة مما فقد التنظيم شرعيته. وأخيراً فاقت قيادة النظام من النوم العميق، وتذكرت مشاركة قواعد وكوادر التنظيم في القرار الذي تحول إلى قرار شخصي منذ عام 1988 إثر رحيل الشهيد إبراهيم عافه الذي ترك فراغ كبير ، وبعد اعتقال المجموعة الإصلاحية أصبحت عملية التحول الديمقراطي أمر مستحيل كان قد حسم في مؤتمر نقفه بعد قائمة الرئيس الإرتري التي ضمت عناصر هامشية وحديثة العهد لأعضاء اللجنة المركزية الـ 75، ومن يومها تدهورت حالة الجبهة الشعبية التي ازدادت يوماً بعد يوم، لم يتبقى منها سوى الاسم على أرض الواقع، وفي محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه فكرت قيادة النظام على إحداث مشروع لتنظيم صفوف أنصارها، وقامت بتوجه هذا التعميم الصوري ، ونظراً لأهميته نورد منه أهم الفقرات للاطلاع عليها. وفيما يلي أبرز المقتطفات منه.

حيث عمم المكتب المركزي للجبهة الشعبية تقرير جديد إلى جميع فروع الجبهة الشعبية في أول محاولة لهم، ويتكون من ثلاثة صفحات حصلنا على نسخة منه، ومن سبعة بنود مطروحة للمناقشة لأعضاء الجبهة خلال شهر فبراير ، ويعترف التقرير بالتقصير والتغييب لفترة طويلة من مناقشة القواعد وطرح المواضيع الهامة ومع انطلاقة عام 2008 نطرح من خلال أعضاء الجبهة الشعبية في كل مكان لمناقشة التحديات التي تواجه إرتريا وبشكل نقاط على أن ترفع الآراء والمقترحات إلى قيادة الجبهة الشعبية للاستفادة منها، وأهم النقاط للمناقشة هي أهمية الحوار بين أعضاء الجبهة الشعبية وضع الجبهة من مختلف الجوانب الوحدة الوطنية في إرتريا، والوضع الإقليمي، العلاقات مع دول الجوار، تبني ثقافة النقد والنقد الذاتي، ويتضمن التقرير توجيه ملخص حول استراتيجية الجبهة الشعبية، ويطلب المكتب المركزي من مسئولي الجبهة برفع التوصيات والمقترحات إلى المكتب المركزي قبل نهاية فبراير ملخص عن الاجتماعات، وكان التقرير قد وضع موجهات لسياسة الجبهة الشعبية من أبرزها حدوث طفرة اقتصادية وتحسن العلاقات الإرترية مع دول الجوار ، وامتدحت العلاقة السودانية ، وتعهد بحدوث نقلة كبيرة في العلاقات مع دول الخليج والدول العربية عامة. ويقول التقرير إن العلاقات مع أوروبا تعود إلى طبيعتها، وتوقعوا عودة العلاقة بصورة تدريجية مع أمريكا.

وعلى الصعيد المحلي يقول التقرير إنه بدرجة أولى موجهة إلى كوادر الجبهة الشعبية والحكومة الذين يتولون مناصب في كافة المجالات، وبصورة خاصة للطلبة حيث بدأ يدرس هذا التقرير في مدرسة العلوم الاجتماعية بمدرسة كادر بنقفه، كما بدأ يدرس كبرنامج سياسي في مختلف قطاعات الجبهة الشعبية، ويتضمن التقرير إعلان الحرب على الفساد، كما يمتدح التقرير جهود الجبهة الشعبية في الحفاظ على السيادة الوطنية والحرب ضد الفقر، ويمتدح جهود الحكومة في التنمية، ويحمل التقرير إثيوبيا مسئولية كل الأوضاع المتردية التي تعاني منها إرتريا. ولم يتناول التقرير أوضاع الجبهة الشعبية المضطربة الاقتصادية والسياسية والحريات والتعددية الحزبية.