منبر الحـــــوار

 

بقلم / جمال بيشة
8 من أكتوبر 2020
من ارشف عونا

 

 

 

 
 
 
 

اسأل السيد الرئيس....
 


من دون مقدمات...اسأل السيد الرئيس.........

لماذا قاتل واستشهد عواتي ورفاقه؟ أليس من أجل إرتريا وإنسانها...أم سالت دمائهم من دون جدوى...لماذا يعيش أحفادهم في المنافي...

لماذا قاتل وقتل في سبيل حريتنا الآلاف من آباءنا وأخوالنا وأعمامنا...بل ومن حرائرنا الكثير والكثير...لماذا ماتوا كل هؤلاء...لماذا إستشهد أحمد ومحمد وإدريس وفاطمة...أماتوا من أجل أن نموت نحن في قاع البحار والصحارى والمنافي..؟ ألم يكن ذلك حتى لانعيش نحن بلا وطن وهوية...

لماذا كان يخاطر فدائيو إرتريا الأشاوس...الذين فاقت قدراتهم حينها أرقى مؤسسات الأمن العالمية..تخطيطاً وتنفيذاً...ألم يكن ذلك حتى لا نعيش لاجئين في أركان الدنيا الأربعة...نموت ألما...

ثم..لماذا قاتلت أنت؟...ألم يكن قتالك من أجل كل الإرتريين؟ أم كان ذلك من أجل أن يعلو بنو قومك فقط...ألسنا نحن من بدأ أولى خطوات التحرير...ألا نستحق أن نعيش في أرض أجدادنا أحرارا...

لماذا أجبرتنا على أن نعيش لاجئين لأكثر من عقدين في السودان بعد التحرير...ولم تسأل عنا...ألست انت رئيساً لكل الإرتريين... ليس هناك أسرة واحدة من بني قومك بيننا اليوم في معسكرات اللجوء القديمة بالسودان...بعد أن كانوا يعيشون معنا حتى بداية التحرير...لماذا ساعدتهم هم فقط، للعودة إلى ديارهم الأولى في داخل إرتريا...وتركتنا نحن أمة محمد في أرض اللجوء...وحتى الذين عادو منا لم تسمح لهم بالعودة إلى ديارهم الأولى كما فعلت بقومك...بل أسكنتهم في أرض صحراء...لا ماء فيها ولا تنمية...لاجئون في وطنهم...!

تركك المتعمد لنا في أرض اللجوء...أجبر المحظوظين منا على تغيير أسمائهم، وأسماء آبائهم وأجدادهم وحتى قبائلهم ليعيشوا بكرامة...فاختلطت الأنساب والأحساب...يا إلهي...

لماذا أودعت السجن آباءنا وأعمامنا وبني جلدتنا الذين عادوا إلى أوطانهم محملين بالعلم والإيمان لينذروا قومهم بعد التحرير...لماذا لم تحاكمهم...حتى صورياً...وتحكم عليهم بالإعدام...لماذا تعذبهم بهكذا طريقة...أليس لهم أبناء وأحبة...

ثم لماذا ليس لبلادنا (إرتريا) دستور ينظم الحياة بيننا وبينك -السيد الأول والأخير-...أم تظننا أغنام تدلنا حيث تريد...أنا لا اسأل هنا عن انتخابات...لا...لا...فتلك رفاهية قد تتسبب في موتنا...

والسؤال الكبير الذي حيرني كثيراً...لماذا لا يخاطبني رئيس دولتي باللغة التي افهمها...شيء عجيب...فأنا لم أفهم يوماً شيء من خطاباتك على مدى أكثر من عقدين...لم افهمك يوم التحرير ولايوم نفيك لخبر موتك...لماذا تخاطبنا دوماً بلغة قومك أنت...أليس من حقي كمواطن أن يخاطبني رئيس دولتي بلغة أفهمها...أم أنت فقط رئيسا لقوم دون قوم...والأعجب من ذلك...التلفزيون الوحيد لبلادي لا أفهم 90% مما يقول...لماذا تقتلني وتحاول أن تقتل الوطن في داخلي إن استطعت...أليس في ذلك ظلم كبير....

السيد الرئيس...هناك اسئلة كثيرة تدور في خاطري...ولكن لا أريد أن اذكرها حتى لايطير الوطن من داخلي فأموت...

هذه آخر مرة أناديك فيها بالرئيس...احذر! فمطالبي بسيطة ومقدور عليها بقليل من التأني والتفكير...ففي يوم 24/5/2012 قم، من أجل الوطن الذي مات من أجله عواتي وابراهيم سلطان وابراهيم عافة وسعيد حسين، بالتالي:

- اطلق سراح جميع السجناء السياسيين ممن هم أحياء وأعلن عن وفاة من توفي منهم...

- اسمح لكل اللاجئين بالعودة إلى أوطانهم الأصلية داخل الوطن.........................

- طبق القانون...ابدأ بتفعيل الدستور...امسح منه "يحق للرئيس الترشح لدورتين فقط...وأبدلها بكلمة "يحكم حتى الممات"...لايهم...المهم تطبيق واحترام القانون...........................

- في خطاب يوم التحرير...خاطبنا بالعربية كما تخاطبهم بالتغرنية حتى نفهم ماتقول...وربما نقوم بالتصفيق...أو في أدنى المستويات ترجم لنا ماتقول للعربية...نحن أصبحنا نطالبك بأن نكون مواطنين من الدرجة الثانية...لا ترفض...من فضلك عبرنا ولو من أجل يوم التحرير...

هذا كل ما أطلبه هذا العام...أليس فيكم رجل رشيد؟!

جمال بيشة