منبر الحـــــوار

الدكتور  : عبدالرازق كرار

08 ستمبر 2020.

 

 

 
 
 

 

الأخوة الافاضل الاخوات الفضليات في قروب حوار لوعى مشترك
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

⁃ مؤكدا على ان حديث المناضل القيسي لم يكن موفقا ولم يكن ضروريا وتبسيطيا، ولكن الرد عليه ايضا يجب ان لا يكون انفعاليا لان طبيعة القروب هو لبناء وعى والوعى يقتضي تقصي الموضوعية وتفادي الانفعال ما أمكن.
⁃ ما قال به المناضل القيسي ليس هو أول من قال به ولن يكون أخر من يقول به فهو موجود في مئات الكتب والمقالات عبر التاريخ.
⁃ الخلاصة التي وصل اليها المناضل القيسي من أن التاريخ الاسلامي ما دون الفترة التي حددها بإحدى عشر عاما غلب عليها الاضطهاد والحروب والملك العضوض وان كانت نتيجة متعجلة فيمكن ان الوصول اليها بالوقوف على اكثر كتب السير والاخبار صدقية لدى المسلمين، فصحيح أن سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه مات مقتولا ومن بعد أحداث الفتنة الكبري في عهد سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه وارضاه غلب على التاريخ الاسلامي سمة الملك العضوض التي ترتبط بالظلم والاضطهاد للمخالفين فلم تسلم الفترة الاموية والعباسية من اعمال السيف (والنصوص) لترسيخ السلطان.
⁃ ولكن هل يحاكم التاريخ بهذه القراءة العجلى منطلقا من منصة معرفية آنية تشكلت نتيجة تطور خبرات البشر الى أن وصلت الى آليات ووسائل لتبادل السلطة وإدارة الدول التي نشهدها في الديمقراطيات المتقدمة والتي يشهد تاريخها فقط قبل اقل من ٧ عقود بما هو أسوأ من التأريخ الاسلامي.
⁃ محاكمة التاريخ تتم في سياق الزمان والمكان الذي حدث فيه، والقيم العظيمة الراسخة في العقل الجمعي البشري واقرها الاسلام او القيم التي استحدثها استطاعت ان تنقل شعوبا وقبائل كانت تتقاتل في ناقة لعقود من الزمان لان تحكم بلاد تمتد في القارات الثلاثة.
⁃ تتم محاكمة التاريخ بمقارنته بما كان وقتها مثل الدولتين الرومانية والفارسية والتي كانتا ملكا عضوضا وقداسة للحاكم وتقاتل ومؤامرات في السلطة، ولكن لاول مرة استطاع المسلمون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم من نقل السلطة والقيادة الى سيدنا ابوبكر الصديق رغم وجود آل البيت وفيهم سيدنا علي كرم الله وجهه والعباس وغيرهم من آل البيت عبر نظام مهما قيل عنه فهو تطور كبير في استحداث آليات نقل السلطة وهو ما حدث مع بقية الخلفاء الراشدين متجاوزين ما ترسخ في العقل الجمعي حينها من تناقل السلطة عبر رابط العصب او قوة الساعد.
⁃ يشهد التاريخ الاسلامي ايضا باستحداث فصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية فصلا كاملا وهو ما استمر حتى في اكثر فترات الملك العضوض وهو مبدأ لايزال يعتبر ركيزة مهمة (فصل السلطات) وتطور كبير في التاريخ السياسي للبشرية.
⁃ والمعنى انه بالرغم من أنه لا توجد قداسة للتاريخ الاسلامي فهو اجتهاد بشري لتنزيل القيم العليا الاسلام على الارض فيما يتعلق بتنظيم علاقة الناس ببعضها البعض وعلاقتها بالارض ومصادر ثرواتها، هذا الاجتهاد البشري اعتراه الكتير من الاجتهادات بعضها صحيح وبعضها خاطي بعضها خالطه هو النفس وحب السلطة، لكن قياسا بالتجارب السياسية في تلك المرحلة والنتائج التي تحققت بمقاييس ماهو مطلوب من (الانظمة السياسية، توفير الأمن والغداء وتمدد المظلة السياسية والسلطة المركزية) فان التاريخ الاسلامي يعتبر طفرة غير مسبوقة في التطور السياسي الانساني ويبقي السوال هل لو أن المنطقة (الاسلامية) تركت بعيدا عن تدخلات الاستعمارات المتتالية هل كان بالامكان الوصول الى نظم سياسية مستقرة سياسيا عبر وسائل تبادل السلطة وتطوير نظم عدليه تتوافق وقيم الاسلام هو سوْال تتوقف اجابته على من يجيب على التساؤل ومن أي منصة معرفية ينطلق في محاولته للاجابة على التساؤل.
ودحنكم