منبر الحـــــوار

 

بقلم الاستاذ- علي محمد صالح شوم

01/01/2022م

 
 

المزيد   >>>>

 


بسم الله الرحمن الرحيم

في وداع العام 2021
 

 


نودع عام ونستقبل اخر نستشرف قادمات الايام التي نتمنى فيها ان يكون العام الذي نستقبله اكثر امنا واستقرارا ، ونحن نودع العام الحالي الذي تبقى على عمره سويعات نقف على الاحداث التي صاحبته، فقد كان عام مليئ بالاحداث ، فالحرب اليمنية او فلنقل حرب الاخوة الاعداء مازال سعيرها مشتعلا ، وان التدخلات الخارجية في هذه الحرب مافتأت توججها ، راح ضحيتها مئات الالاف من الشعب اليمني الشقيق ونزوح وهجر ولجأ الكثير منهم بحثا عن الامن والامان. كما ان التغيير الذي حدث في المملكة العربية السعودية في عهد الملك الحال سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامير محمد احدث زلزالا كبيرا كان اشهرها اعتقال بعض الامراء والتجار الكبار في المملكة ، وكان ذلك مؤشر جديد في علاقة المملكة والاسرة الحاكمة بالذات، فالمملكة تشهد تغييرا كبيرا في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، ومن الاحداث الكبيرة هنا مقتل الصحفي السعودي المعروف جمال خاشقجي (رحمه الله) داخل قنصلية بلاده بتركيا بطريقة بشعة فكانت نقطة تحول في مسار العلاقات بين الدول وفق العرف الدبلوماسي والتعامل مع مثل هذه الحالات الامر الذي خلق توترا في العلاقات الدولية . أما في القطر الليبي والذي شهد توترا كبيرا بعد ازاحة حكم العقيد معمر القذافي ومقتله على الطريقة التي شاهدها العالم ، بدأ اخيرا ان حللا ما يلوح في الافق بتوصل اطراف الصراع الليبي الى حل يفضي الى قيام انتخابات تفضي الى قيام نظام سياسي يحتكم اليه الليبيون جميعا بعد صراع واقتتال دامي. وفي نفس منطقة المغرب العربي تابعنا احداث جمهورية الجزائر الشعبية والمظاهرات التي عمت كل ارجاء البلاد مطالبة بالاصلاح وتنحية الفاسدين من رموز السلطة بقيادة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ، لكنها استقرت الان بعد الانتخابات الاخيرة ومجيئ الرئيس بن تبون . اما الجمهورية التونسية والتي وصفها المحللون السياسيون بشرارة ثورة ما عرف بالربيع العربي فقد شهدت مؤخرا احداث سياسية على اثرها قام الرئيس بن سعيد باجراءات تعطيل الحياة البرلمانية وبعض احكام الدستور الامر الذي اشعل شرارة المظاهرات والتي مازالت مطالبة باعادة الحياة البرلمانية ، اما المملكة المغربية تعتبر اكثر بلدان تلك المنطقة (المغرب العربي) استقرارا حيث تم انتخاب برلمان جديد ورئيس وزراء من حزب الاغلبية . جمهورية السودان وبعد زوال حكم الانقاذ بقيادة الجنرال البشير يعش في دوامة الفوضي العارمة وصلت الى حد تدخل قائد الجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان بحل الحكومة الانتقالية بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك وتعطيل بعض بنود الوثيقة الدستورية واعتقال بعض الوزراء والتحفظ على رئيس مجلس الوزراء ثم الافراج عنهم بعد توقيع اتفاق سياسي بينه ورئيس الوزراء ،الامر الذي رفضته قوى التغيير مطالبة بعودة الحياة المدنية وازاحة العسكر من الحياة السياسية في السودان، ويرى بعض السياسيون السودانيون ان مشكلة السودان اخذت منحى اخر خاصة وان هناك قضية سد النهضة مازالت عالقة بين اثيوبيا والسودان ومصر وهى قضية تنتظر الحل. الحرب الداخلية الاثيوبية التي تجاوزت عامها الاول ومازالت ازهقت فيها الارواح وشرد الشعب الأعزل من دياره وارهق الاقتصاد الاثيوبي الذي كان من اسرع اقتصاديات القارة السمراء نموا لتدخل اثيوبيا في دوامة الفقر والحروب الاهلية بعد استقرار نسبي خلال فترة ال27 عاما الماضية ، فهى حرب ربما تطول خاصة اذا علمنا ان جبهة التقراى ومن تحالف معها قد وصلوا الى مشارف العاصمة اديس ابابا قبل ان ينسحبوا الى اقليمهم بعد الضغوطات التي تعرضوا لها من الخارج واتساع رقعة القتال ايضا ، وتشير بعض المعلومات ان خلافا وقع بينهم وحليفهم الرئيسي جبهة الاورومو ، والحكومة المركزية تقول انها طردت جبهة التقراى من مناطق العفر والامهرا ، ومن الاسباب الرئيسية لهذا التراجع تغلب الحكومة المركزية باستخدامها الطائرات المسيرة التي حصلت عليها حكومة أبي أحمد من روسيا وتركيا وقصفها لمراكز التحكم والسيطرة والامداد ، ومن ناحية اخرى نجد الحراك الدبلوماسي للدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية والساعي الى جلوس الاطراف في مائدة حوار وحل الاشكال سلميا . وما دمنا في القرن الافريقي نتابع هذه الايام الخلاف الذي نشب بين رئيس الجمهورية الصومالية محمد عبدالله فرماجو ورئيس الوزراء وعلى اثره اقال الرئيس فرماجو رئيس الوزراء ، لم يستجب رئيس الوزراء وقد تسوء الاضاع هناك خاصة وان انباءا متواترة تشير الى اتهامات طالت رئيس الوزراء بعمل انقلاب ضد الرئيس فرماجو الذي تحالف مع أبي أحمد واسياس افورقي ضد جبهة التقراى قبل ان يتراجع في الاون الاخيرة ، كما انه عطل اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي كانت مقررة هذا العام. منطقة الهلال الخصيب هى الاخرى كانت مرتع احداث ساخنة هذا العام فقد تابعنا الانفجار الرهيب الذي وقع في مرفأ بيروت وراح ضحيته اعداد مأهولة من البشر بجانب الخسائر المادية ، وهذا اعاد الصراع الداخلى اللبناني مرة ثانية الامر الذي اثر على الحياة الاقتصادية وبالتالي معاش الناس ولازال لبنان يعيش حالة التنازع الداخلي للأسف, اما سوريا وبعد حرب دامت لاكثر من عشرة سنوات خاضتها سوريا ها هى الحرب تضع اوزارها ولم تحقق الاجندة الخارجية اهدافها المتمثلة في اخراج سوريا من معادلة الصراع في المنطقة باعتبارها قائدة جبهة الصمود العربي في وجه العدوان، وفلسطين المحتلة قصية العرب المركزية طالها هى الاخرى تبديل المواقف من بعض الدول العربية التي هرولت نحو التطبيع تنفيذا لمشروع ترامب المسمى صفقة القرن لتصبح القضية المركزية شيئ من الماضي ، ولكن ظل الشعب الفلسطيني صامدا في جه المؤامرات انه شعب الجبارين. اما العراق الذي عاش في حرب ضروس منذ العام 2003م بعد الغزو الامريكي وسقوط نظام صدام حسين ، يشهد الان حالة هدوء نسبي على الرغم من انه مازال يعاني من هشاشة نظامه السياسي المبني على المحاصصات الطائفيه، قبول الجميع بنتيجة الانتخابات البرلمانية الاخيرة قد يقود البلاد الى مرحلة الاستقرار والانصياع الى اللعبة الديمقراطية وهذا يفتح الابواب الى حالة الاستقرار الاقتصادي فالعراق بلد غني بموارده الاقتصادية المتنوعة وعلى راسها سلعة النفط والخبرات البشرية المتعددة فهو بلد الحضارات القديمة والحديثة. جمهورية ايران شهدت تطورات مهمة بعودة الحوار مع امريكا والغرب بشأن برنامجها النووي ، وقد جرت انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة ، وعلى الرغم من الحصار الذي فرض عليها الا انها مازالت صامدة امام التحديات المتمثلة في الصراع المستمر مع اسرائيل على مختلف الاصعدة. دول الخليج العربي التي شهدت خلافا بين دولة قطر وبعض دول الخليج (السعودية ، الامارات، البحرين) حلت الخلافات في مؤتمر (العلا) بالمملكة العربية السعودية ، وقد شاهدنا روح الاخوة التي سادت جلسات المؤتمر وبدأت هذه الدول باخذ دورها في التعاون الذي انشأ المجلس من اجله في مختلف المجالات خاصة الاقتصادية والاجتماعية بالاضافة الى التنسيق في الجال السياسي. ومن الاحداث المهمة لهذا العام عودة حركة طالبان الى الحكم بعد اخراجها منه في العام 2021م اثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر والتدخل الامريكي المباشرفي افغانستان لوجود تنظيم القاعدة هناك ، وقد كانت حرب كبيرة خرجت على اثرها حركة طالبة مطاردة تقاتل الجيوش الاجنبية والحكومات التي نصبتها ، ولعل خيار السلام والجلوس في حوار كل الفرقاء كان هو المخرج السليم لحل الازمة الافقانية. اما الولايات المتحدة الامريكية فقد اخذت سياستها الخارجية منحى اخر بعد الانتخابات الاخيرة وفوز الديمقراطين برئاسة الرئيس بايدن ، ولاحظنا الاعتدال في العديد من القضايا التي كانت ادارة الرئيس السابق ترامب تؤججها. واخيرا مازال مرض ( كرونا) المتحور يفتك بالارواح وان بدأت فعاليته في الانحسار نتيجة العلم المتطور الذي اوجد اللقاح لتخيف حدته الا انه متحور ومتجدد اخره ما عرف ب ( مايكرون) ، هذا الفايروس اللعين اثر على الحياة الامر الذي جعل حركة الناس مقيدة وكذا اوجد ركوضا كبيرا في الاقتصاد العالمي ، سائلين الله ان يرفع عنا هذا البلاء,

علي محمد صالح شوم
قاهرة المعز – 31/12/2021م