منبر الحـــــوار

 

بقلم الاستاذ- علي محمد صالح شوم

30/11/2021م

 
 

المزيد   >>>>

 


بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا يعني اعلان ابي احمد توجهه لقيادة المعارك؟
 

 


قد يكون مستغربا ان يتوجة رئيس الجهاز التنفيذي في الدولة الى مواقع القتال ويعلن قيادة المعارك مثل ما فعل رئيس الوزراء الاثيوبي الدكتور أبي أحمد علي بعد ان نقل سلطاته الى نائبه السيد دمقي مكنن.


هناك احتمالات كثيرة التي دفعته لاتخاذ لهذه الخطوة اهمها رفع معنويات جنودة الذين تتوالى عليهم الهزائم خاصة وان المعركة الان في مرحلة كسر العظم فالتقراى ومن يتحالفون معهم يزحفون نحو العاصمة ولم يتبقى لهم سوى ما يربو من المئاة وثلاثين كيلومتر حسب تقارير المراسلين ، وهو امر في غاية الخطورة على سلطة ابي احمد، ولهذا ربما اختار صفة الجنرال على غرار سلفة الجنرال منقستو، والاحتمالات الاخرى ابرزها ما يشاع ان هناك انقلاب ناعم عليه ، ومهما يكن الامر فان خياره المضي قدما في الحرب وعدم الاستجابة للنداءات الاقليمية والدولية يمثل انتكاسة حقيقية لمشروع السلام والاستقرار في اثيوبيا والمنطقة. ترجح التقارير ان اثيوبيا على شفا التمزق والحروب الاهلية على الاساس الاثني اذا لم يتدارك ابنائها الامر ويحكمون العقل بالجلوس في طاولة الحوار ، اثيوبيا التي لها خاصية تجعلها في اولويات الاهتمام الدولى خاصة الغرب وامريكا على رأسهم ، فهم ينظرون اليها قلعة مسيحية في وسط اسلامي وعربي بالاضافة الى الكثافة السكانية التي فاقت المئاة مليون نسمة ومواردها البكر ، فهى منطقة جاذبة اقتصاديا وسياحيا لمناخها المعتدل طول ايام السنة تقريبا.من هنا فان القوى الدولية مهتمة بهذا البلد وامامنا الرحلات الماكوكية للمبعوث الامريكي والذي يضغط على الطرفين من تجل وقف اطلاق النار والجلوس للحوار ، ومن جانب اخر الصراع الدولي ايضا له تأثيره على مايجري في اثيوبيا وقد لاحظنا الوجود التركي وكذا بقية الفاعلين ولو بالوكالة ، فهو صراع على تقاسم النفوذ .


الجبهة الشعبية لتحرير تقراى وبما تمثله من نفوذ وخبرة في المجال العسكري نجدها قد حققت مكاسب في هذا المجال الامر الذي فاجأ العديد من المراقبين، ان تقف قواتهم على مشارف مركز القرار امر له دلالات كثيرة، يضاف الى ذلك خلق تحالف عريض لمواجهة الحكومة المركزية والذي تمثل في اعلان واشنط بميلاد التحالف الفدرالي والكنفدرالي الاثيوبي والذي ضم ٩كيانات سياسية وعسكرية امر له مابعدة، وقد تابعنا ايضا سحب العديد من الدول دبلوماسيها ورعايها من اديس اباب، في اشارة واضحة ان تطوارت كبيرة سوف تشهدها اثيوبيا وربما عموم منطقة القرن الافريقي.


علي محمد صالح شوم
لندن - 30 نوفمبر 2021 م